Wa Muhammadah In Shaniak Hu Al-Abtar

Sayed Hussein Al-Afany d. Unknown
69

Wa Muhammadah In Shaniak Hu Al-Abtar

وا محمداه إن شانئك هو الأبتر

خپرندوی

دار العفاني

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

د خپرونکي ځای

مصر

ژانرونه

نَهيِ الله، والمعنى: إنك لعلى الخُلُق الذي آثرك اللهُ به في القرآن" (^١). • وفي "الصحيحين" أن هشامَ بنَ حكيم سأل عائشة ﵂ عن خُلُق رسول الله ﷺ، فقالت: "كان خُلُقه القرآن" .. فقال: "لقد هَمَمْتُ أن أقومَ ولا أسألَ شيئًا" (^٢). وهذه من أعظمِ آياتِ نبوَّته ورسالتِهِ، لمن مَنَحه اللهُ فهمًا، فقد كانت أخلاقُ النبي ﷺ -وهي أزكى الأخلاقِ وأشرفُها وأفضلُها-، مقتبَسةً من مِشكاةِ القرآن. فترجمت أمُّ المؤمنين عائشة ﵂ -لكمالِ معرفتها بالقرآن وبالرسول ﷺ، وحُسنِ تعبيرها- عن هذا كلِّهَ بقولها: "كان خلقُه القرآن"، وفَهِم هذا السائلُ لها عن هذا المعنى، فاكتفى به واشتفى. فإذا كانت أخلاقُ العباد، وعلومُهم، وإراداتُهم، وأعمالُهم مستفادةً من القلم وما يَسطُرون، وكان في خَلْق القلم والكتابة إنعامٌ عليهم وإحسانٌ إليهم، إذْ وَصَلوا به إلى ذلك، فكيف يُنكِرون إنعامَه وإحسانَه على عبده ورسوله ﷺ الذي أعطاه أعلى الأخلاق، وأفضلَ العلوم والأعمالِ والإِراداتِ التي لا تهتدي العقولُ إلى تفاصِيلها من غيرِ قلم ولا كتابة؟! فهل هذا إلاَّ مِن أعظمِ آيات نُبُوَّته وشواهدِ صدق رسالته؟!. * ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: ٤]: تجيءُ الشهادةُ الكبرى والتكريمُ العظيم، وتتجاوبُ أرجاءُ الوجود بهذا

(^١) "التبيان في أقسام القرآن" لابن قيم الجوزية (٢٠٦ - ٢٠٩). (^٢) رواه مسلم (٢/ ٣٩٦) في صلاة المسافرين، باب: صلاة الليل والوتر .. وكذا أبو داود (١/ ٢٤٩) في الصلاة، باب: في صلاة الليل.

1 / 74