Wa Muhammadah In Shaniak Hu Al-Abtar
وا محمداه إن شانئك هو الأبتر
خپرندوی
دار العفاني
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م
د خپرونکي ځای
مصر
ژانرونه
ربَّاهم الرسول ﷺ وهو أدرى الناسِ بالرجال، فظهر منهم الجيلُ القرآني الفريد؛ "ما كان حديثًا يُفترى، ولا فُتُونًا يتردَّد، ذلك الحديث الذي رَوى به التاريخُ أنباءَ أعظم ثُلَّةٍ ظَهَرتْ في دنيا العقيدة والإيمان!! فالعظمةُ الباهرةُ لأولئك الرجال الشاهقين من أصحاب رسول الله ﷺ ليستْ أساطير، وإن بدَت من فرْطِ إعجازها كالأساطير!!!.
إنها عظمةُ ما غَرَسه رسولُ الله ﷺ فيهم لتسموَ وتتألَّق، لا بقَدْرِ ما يريدُ لها الكُتَّابُ والواصفون، بل بقَدْرِ ما أراد لها أصحابُها وذَووها، وبقدْر ما بذَلوا في سبيل التفوق والكمال؛ مِن جَهدٍ خارقٍ مبرور.
ولا يزعم أيُّ إنسان لنفسِهِ القُدرةَ على تقديم هذه العظمةِ كاملةً .. إذ حَسبه أن يُومِئَ إلى علوِّ هِمَّتهم وسماتِ عظمتهم، ويتطلَّعَ إلى سمائها.
لم يشهدِ التاريخُ -ولنْ يشهد- رجالًا مِثلَ صحابة رسول الله ﷺ، رباهم نبيُّهم ومعلِّمُهم ﷺ على غاياتٍ تنهاتْ في العدالة والسموِّ، وعقدوا على ذلك عزْمَهم ونواياهم، ونَذَروا لها حياتَهم على نسَقٍ تناهى في الجَسارة والتضحية، والبذْل ومكارمِ الأَخلاق.
لقد جاء رسولُ الله ﷺ الحياةَ وجاؤوا معه في أوانهم المرْتَقَب، ويومِهم الموعود؛ لقد كان أصحابُ محمدٍ ﷺ ذخائرَ الله من خلْقه، وخيرَ قرونِ هذه الأمة.
كيف أنْجَزَ رسولُ الله ﷺ بهم ومعهم ما أنجزه في بِضْع سنين؟! كيف دمدموا على العالَم بإمبراطوريَّاتِه وصَوْلَجَانه، وحَوَّلوه إلى كِثيبٍ مهيل؟!.
كيف شادوا بالقرآن -كلماتِ الله- عالَمًا جديدًا، يهتزُّ نَضْرةً ويتألقُّ
1 / 121