============================================================

مقالات البلخي لومنها: أن يكون قد علم أن الذين يؤمنون والذين يصلون إلى الثواب أكثر من الذين يكفرون أضعافا مضاعفة، وأنه يخرج من أصلاب الذين علم أنهم يكفرون ممن يطيغ ويؤمن وينتفع به العباي، وتصلح به البلاد من لا يحصى، أله متى لم يخلق من علم أنه يكفر لم يصر من هؤلاء أحد إلى الإيمان وثوابه.

فكان خلقهم وتبليغهم لذلك أولى وأحسن وأحق.

ولعل ظاتا يظن أن الكافرين أكثر من المؤمنين، فليعلم أن الملائكة والمؤمنين ومن آمن وتاب عند موته ولم يعلم بذلك غيره من... والأطفال ال ومن لم يكمل عقله للتكليف أكثر من الكافرين بأضعاف لا يعلمه إلا الله.

مسألة: قال الملحدون: أوما كان الصانع يقدر أن يتم تدبيره في بقاء الخلق، ويصحح ما أراد من المحنة بغير خلق من علم أنه يكفر ويستحق النار؟ أوما كان عنده(1) ما لو أتى به لاعتبر الذين علم أنهم يؤمنون ولآمنوا مع وجود سؤى خلق من علم أنه يكفر ويصير إلى النار بكفره، وسؤى إيلام الأطفال وخلق الأجسام المؤذية والروائح المكروهة؟

قيل لهم: أما قولكم: أما كان يقدر على [أن) يتم تدبيره في بقاء الخلق وتصحيح المحنة بغير خلق من يعلم أنه يكفر وسائر ما ذكرنا؟ فإن من الأمور أمورا هي على ما هي عليه بأعيانها وحقائقها ليس لازما على [ما] نقصد فنجعلها كذلك.

فاذا قال قائل: أفكان الله يقدر على أن يجعلها على خلاف ذلك، كان قوله محالا؟ قيل له: إن المحال لا بوصف أحد بالقدرة عليه، ولا بالعجز عنه، (1) في الأصل: عند.

مخ ۶۵۸