دودیزې د ملتونو لپاره: هرمیات او جمهوریت
الأسس الثقافية للأمم: الهرمية والعهد والجمهورية
ژانرونه
6
إلا أن أخطر عيوب النوع المثالي الحداثي ل «الأمة الحديثة» قد يكون التعصب العرقي المتأصل. وقد أدرك كثير من أصحاب النظرية هذا الأمر بطبيعة الحال. ورغم ذلك، فقد استمروا في التعامل مع النوع الإقليمي المدني من الأمة الحديثة وقوميتها على أنها المعيار، واعتبروا الأنواع الأخرى انحرافات. وكان هذا هو أساس تقسيم القوميات إلى «غربية» و«غير غربية» المذكور سابقا الذي قدمه هانز كون ولاقى احتفاء. القوميات غير الغربية، على النقيض من نظائرها العقلانية، المستنيرة، الليبرالية، تميل إلى أن تكون عضوية، وصاخبة، وسلطوية، وصوفية غالبا، وتلك مظاهر تقليدية لنخبة مثقفة ضعيفة ومعزولة. وكان من بين المنظرين الذين اتبعوا تقسيم كوهن جون كل من بلاميناتس، وهيو سيتون واتسون، ومايكل إيجناتياف، وكثير غيرهم ممن يرون أن الفرق الشائع بين القوميات «المدنية» والقوميات «العرقية» يتضمن هذا التقليد المعياري.
7
الآن، على الرغم من أن هؤلاء المنظرين قد يعترفون بأن القوميات «العرقية» تتشارك مع القوميات «المدنية» في بعض سمات مثل الارتباطات الجماعية ب «الوطن»، بالإضافة إلى مثل الاستقلال الذاتي والمواطنة بالنسبة إلى «الشعب»، فإنهم يسلطون الضوء أيضا على اختلافات كبيرة جدا. في النسخة «العرقية» من القومية، تعتبر الأمة ممتلكة لما يلي: (1)
روابط النسب: على نحو أكثر تحديدا، هي روابط مفترضة بسلالة عرقية تعود عبر الأجيال إلى سلف مشترك واحد أو أكثر؛ ومن ثم وجود عضوية في الأمة من ناحية الأصل المفترض. (2)
ثقافة محلية: ثقافة ليست عامة ومميزة فحسب، بل أيضا أصيلة في الأرض والشعب من ناحية اللغة والتقاليد والدين والفنون. (3)
تاريخ للسكان الأصليين: إيمان بفضائل التاريخ الأصلي وتفسيره الخاص لتاريخ الأمة ومكانتها في العالم. (4)
الحشد الشعبي: إيمان بأصالة «الشعب» وطاقته وقيمه، والحاجة إلى إثارة الشعب وتحفيزه لخلق ثقافة وطنية وكيان سياسي وطني حقا.
هذا يدل على أن الأمة، من منظور القوميين العرقيين، موجودة بالفعل عند ظهور كل من الحداثة والقومية في شكل جماعات عرقية قائمة من قبل متاحة وجاهزة لدفعها إلى عالم الأمم السياسية، إن جاز التعبير؛ لذلك، في ظل نظرة أتباع فلسفة الحكمة الخالدة الحديثة على سبيل المثال، فإن الأمة العربية، المنحدرة من قبائل تتحدث العربية في شبه الجزيرة العربية، استمرت عبر التاريخ، على الأقل منذ وقت النبي، وتظهر السمات التقليدية للأمة «العرقية» المتمثلة في روابط الأصل النسبي المفترض، وثقافة محلية أصلية تقليدية (أبرزها الثقافة العربية القرآنية)، وتاريخ عرقي عربي أصيل، ومثال «العرب» المسلمين الذين يحتذى بهم بوصفهم مصدر الحكمة والفضيلة والذين يجب تعبئتهم فحسب من أجل تحقيق الاستقلال السياسي. في هذه الحالة والحالات المشابهة، نشهد فشل الحداثة في تضمين هذا التصور العرقي للأمة المختلف كثيرا، وهذا الفشل بدوره نابع من رفضها النظري لأي ربط ضروري بين العرقية والأمة.
8 (2) الفئة والوصف
ناپیژندل شوی مخ