وكان اجتماعيًّا يحب الناس له صلات صداقة مع كبار علماء عصره ولا سيما المقرئ الكبير ابن مجاهد١.
أما أسرته، فلم تذكر المراجع شيئا ذا بال عنها، ولا عن حياته الخاصة وكل ما عرف عنه أنه كان يعشق جارية من القيان وكان له منها ولد٢.
أساتذته:
تيسر لابن السراج مقدار لا يُستهان به من علوم العصر على اختلاف فنونها، وقد كان في بعضها معتمدا على نفسه في البحث والتنقيب والاطلاع، وفي سوى ذلك يتلقاه على شيوخ عصره كل حسب اختصاصه ممن كانت بغداد تتنافس بهم، غير أن المراجع كلها قد أجمعت على شخصية واحدة هي: أبو العباس المبرد إمام نحاة البصرة في القرن الثالث الهجري، فقد صحبه ابن السراج وأخذ عنه العلم والأدب٣، وقرأ عليه كتاب سيبويه٤، ولم تكن علاقته بأستاذه علاقة دراسة وقراءة فحسب، قال ابن درستويه٥: كان من أحدث غلمان المبرد مع ذكائه وفطنته وكان المبرد يميل إليه، ويشرح له، ويجتمع معه في الخلوات والدعوات ويأنس به.
ولا يعرف لابن السراج أستاذ آخر مسمى في كتاب التراجم إلا أن ابن خلكان٦ ذكر: أنه أخذ عن المبرد وغيره، وليس من المستبعد أن يكون قد تأثر -على الأقل- بالزجاج الذي آلت إليه رئاسة المدرسة البصرية بعد موت
_________
١ انظر معجم الأدباء ١٨/ ١٩٨.
٢ تاريخ بغداد ٥/ ٣١٩، نزهة الألباء/ ٣١٢.
٣ إنباه الرواة ٣/ ١٤٥. وفيات الأعيان ٣/ ٤٦٢، ونزهة الألباء/ ٣١٣.
٤ معجم الأدباء ١٨/ ١٩٧.
٥ الفهرست ٩٢، وإنباه الرواة ٣/ ١٤٨.
٦ وفيات الأعيان ٣/ ٤٦٢.
1 / 12