جزمت، حذفتها فقلت: لن يقوما ولن يقعدا ولم يقوما ولم يقعدا فاستوى النصب والجزم فيه، كما استوى النصب والخفض في تثنية الاسم، وتبع النصب الجزم؛ لأن الجزم يخص الأفعال ولا يكون إلا فيها كما/ ١٧ تبع النصب الخفض في تثنية الأسماء وجمعها السالم، إذ كان الخفض يخص الأسماء فإن كان الفعل المضارع لجمع١ مذكرين زدت في الرفع واوًا مضمومًا ما قبلها ونونًا مفتوحة كقولك: أنتم تقومون وتقعدون ونحو ذلك، فالواو ضمير٢ لجمع٣ الفاعلين والنون علامة الرفع. فإذا دخل عليها جازم أو ناصب حذفت فقيل: لم يفعلوا كما فعلت في التثنية، فإن كان الفعل المضارع لفاعل واحد مؤنث مخاطب زدت فيه ياءً مكسورًا ما قبلها ونونًا مفتوحة نحو قولك: أنتِ تضربين وتقومين فالياء دخلت من أجل المؤنث والنون علامة الرفع، وإذا دخل عليها ما يجزم أو ينصب سقطت نحو قولك: لم تضربي ولن تضربي.
فإن صار الفعل لجمع٤ مؤنث زدته نونًا وحدها مفتوحة وأسكنت ما قبلها نحو: هن يضربن ويقعدن، فالنون عندهم ضمير الجماعة٥ وليست علامة الرفع فلا تسقط في النصب والجزم لأنها ضمير الفاعلات فهي اسم ههنا خاصة، فأما الفعل الماضي فإذا ثنّيت المذكر أو جمعته، قلت: فعلًا، وفعلوا، ولم تأت بنون لأنه غير معرب، والنون في "فعلن" إنما هي ضمير وهي لجماعة المؤنث وأسكنت اللام/ ١٨ فيها كما أسكنتها في "فعلت" حتى٦
_________
١ في الأصل: لجميع.
٢ في الأصل: ضميرا بالنصب.
٣ في الأصل: لجميع.
٤ في الأصل: "لجميع".
٥ في سيبويه ١/ ٥ وإذا أردت جمع المؤنث في الفعل المضارع ألحق للعلامة نونا، وكانت علامة الإظهار والجمع فيمن قال: أكلوني البراغيث.
٦ في "ب" كي لا.
1 / 49