110

اصول په نحو کې

الأصول في النحو

پوهندوی

عبد الحسين الفتلي

خپرندوی

مؤسسة الرسالة

د خپرونکي ځای

لبنان - بيروت

الباب١ من أجل أن تأويلها حب الشيء زيد لأن ذا اسم مبهم يقع على كل شيء ثم جعلت "حب وذا اسمًا فصار مبتدأ أو لزم طريقة واحدة تقول: حبذا عبد الله، وحبذا أمة الله/ ١٠٦". ولا يجوز حبذه لأنهما جعلا بمنزلة اسم واحد في معنى المدح، فانتقلا عما كانا عليه، كما يكون ذلك في الأمثال نحو: "أطري فإنك ناعلة"٢. فأنت تقول ذلك للرجل والمرأة لأنك تريد إذا خاطبت رجلًا: أنت عندي بمنزلة التي قيل لها ذلك٣. وكذلك جميع الأمثال إنما تحكي ألفاظها كما جرت وقت جرت. وما كان مثل: كرم رجلًا زيد! وشرف رجلًا زيد! إذا تعجبت، فهو مثل: نعم رجلًا زيد؛ لأنك إنما تمدح وتذم، وأنت متعجب. ومن ذلك قول الله سبحانه: ﴿سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا﴾ ٤، وقوله: ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ﴾ ٥. وقال قوم: لك أن تذهب بسائر الأفعال إلى مذهب "نعم وبئس" فتحولها إلى "فعل" فتقول: علم الرجل زيد، وضربت اليد يده، وجاد الثوب ثوبه وطاب الطعام طعامه، وقضى الرجل زيد، ودعا الرجل زيد، وقد حكي عن الكسائي٦: أنه كان

١ قال المبرد: حبذا فإنما كانت في الأصل: حبذا الشيء، لأن "ذا" اسم مبهم يقع على كل شيء، فإنما هو حب هذا، مثل قولك: كرم هذا، ثم جعلت "حب، وذا" اسما واحدا مبتدأ ولزم طريقة واحدة على ما وصفت لك في "نعم" فتقول: حبذا عبد الله، وحبذا أمة الله. المقتضب ٢/ ١٤٥. ٢ في اللسان: هذا المثل يقال في جلادة الرجل ومعناه أي: اركب الأمر الشديد فإنك قوي عليه، وأصل هذا أن رجلا قاله لراعية له، كانت ترعى في السهولة وتترك الحزونة فقال لها: "أطري" أي: خذي في أطرار الوادي، وهي نواحيه فإنك ناعلة، أي: فإن عليك نعلين. وروي: أظري بالظاء المعجمة، أي: اركبي الظرر وهو الحجر المحدد. وانظر أمثال الميداني ١/ ٤٣٠. ٣ في المقتضب ٢/ ١٤٥: التي قيل لها هذا وهذه العبارة منقولة حرفيا من المقتضب. ٤ الأعراف: ١٧٧. ٥ الكهف: ٥. ٦ الكسائي: هو الحسن علي بن حمزة، كان إماما في النحو واللغة والقراءة. مات سنة ١٨٩، وقيل سنة ١٩٣هـ. ترجمته في: تاريخ بغداد ١١/ ٤٠٣. الفهرست/ ٢٩. تهذيب اللغة ١/ ٧. معجم البلدان ٢/ ٢٨. نزهة الألباء/ ٨١. شذرات الذهب ١/ ٣٢١. إنباه الرواة ٢/ ٢٥٦. طبقات الزبيدي/ ١٣٨.

1 / 115