واعلم بأن الحد في البحران تغير بسرعة في آن يحدث عن صعوبة في العرض ومن جهاد النفس عند المرض(*) يفضي إلى الموت أو الحياة بالمرء في اليسير من أوقات بين نقوى وسقمها مغالبه في شدة كأنها محاربه إن تغلب القوة فالبحران يجود والحياة والأمان أو يغلب المرض فالوفاة حلت على الانسان والممات ذكر ضروب التغاير: وللتغاير ضروب ستة يبطىء فيها الأمر أو ينبت (**) من انقلاب الجسم في أوقات قليلة للخير والحياة و فوفه ينذر فيها قبله ما يحمد وذاك بحران صحيح جيد وغيره من انقلاب مسرع يفضي إلى الموت وشر مصرع يضيق فيه بالطبيب المسلك وذاك بحران ردي مهلك وثالث من انقلاب مبطىء يفضي إلى حال صحيح مبرىء وليس بالبحران بل تحليل يأتي على القليل فالقليل ورابع يبطىء في انقلاب يدخل بالمريض شر باب وليس بالتحليل بل ذبول يحلل القوى من العليل وخامس من انقلاب وسط يفضي إلى الموت وشر فرط وسادس يفضي إلى الحياة في المتوسط من الأوقات وذان بحرانان يدعيان مركبين وهما ضدان: فجيد البحران ما في المنتهى عند كمال النضج مع فرط القوى وضده ما كان في التصعد وهو من البحران غير جيد(*) ذكر ما يحتاج إلى علمه في البحران: وانت تحتاج مع البحران إلى ثلاثة من المعاني العلم بالانذار والايام وعلم ما يدل من أعلام تعلمنا بأي نوع ينقضي إذا انقضى بحران كل مرض(**) ذكر العلامات المنذرة بالبحران: وكل بحران أتى فمنذره من شدة الأعراض ما سنذكره(*) كخلطة في العقل والإحساس ووجع في الأذن أو في الرأس وقلق وقلة الهجوع وسيل ما يجري من الدموع أو وجع في صدره أو في العنق او اضطراب الحركات أو أرق او انتباه سيء من غمره والعين في حركة وحمره والضرس في الصر، والاصطكاك والأنف في الأكال باحتكاك وللشفاه تارة تقلص وتارة يرى بها يمصمص وسرعة النفس واجتلاب لبارد الهواء واضطراب وسرعة النبض مع التواتر وسعلة تنساب بالغراغر وخفقان دائم وغشي ونهضة من فرشه ومشي ووجع الحلق مع المري والكرب إن دام بفرط غشي والنخس في الأجناب والاضلاع وشدة الآلام والأوجاع ووجع متواتر في المعده أو يشتكي طحاله أوكبده ووجع في البطن أو في العانه كذاك في الكلى وفي المثانه ومثل ما يحدث من فرط الألم في دبر أو في قضيب أو رحم أو وجع في سائر المفاصل أو بعضها من خارج أو داخل وهذه اذا تراها تصعد في يوم بحران فذاك جيد(*) لا سيما إن كان نضج قد ظهر أولا فبالضد ترى هذا الخبر ذكر أيام البحران: وه وسبب البحران إن صح الخبر بأن في الأمراض تأثير القمر(**) لأنه شيء سريع الحركة يقطع في عهد قليل فلكه وتارة يقوى وطورا يضعف وذا بصنعة النجوم يعرف تأثيره اذ ليس بالمحسوس لا في سعوده ولا النحوس(***) حتى يبين شكله للحس ما صار فيه من ضياء الشمس ونصفه يضيء في الاسبوع وربعه ينير في الأربوع والسقم لا يكون دون قطع يضعف فيه سعده عن طبع(****) وان تمادى في السعود القمر عاش العليل واستطال العمر وإن تمادى في النحوس ماتا وانقطع العمر به وفاتا وإن أتى البحران في الأرابع طورا وطورا جاء في الأسابع(*****) فهذه البحران فيها جيد يصحب إنذارا ونضجا يشهد وهذه تجري على ادوار لأنها محكمة الأقدار وغير هذه فلا دور له لأمر أعماه فما اشكله وما لها نضج ولا إنذار بلى وفي أعراضها أخطار وهذه ليست بباحورية الا بما نكسته ردية ذكر الدليل على ما ينقضي به البحران فإن رأيت مرضا دميا صعبا شديدا هائجا رديا وقد بدت اعراضه في الراس واتبعته سائر الحواس وحمرة وحكة الآناف فإن ذا البحران بالرعاف وإن تكن اعراضه من أسفل بوجع في سرة متصل وقبل كان طمثها في خبث فإنما بحرانها بالطمث او سلم الأعلى من الأوجاع وكان في السفلي من الأضلاع وكان يشكو ذا العليل كبده ونزل الوجع نحو المقعده فلست إن أنذرته بخاسر فذاك بحران دم البواسر وإن يكن المرض من صفراء وكان في أوقات الانتهاء (**) وكان في برسامه استيلاء وكثر الصداع والبلاء فلا تكن من ذاك في مخاف فإن ذا البحران بالرعاف وإن تكن أعراضه في المعدة وكان يشكو قبل ذاك كبده وكان في كرب وفرط غشي فإنما بحرانه بالقي أو سلم الرأس من الصداع وكان يشكو البطن من اوجاع وظهرت سرته صديعة واعتقلت من قبل ذا الطبيعة فكن من الأمر على احتراز فإن ذا البحران بالبراز أو سلم البطن من القواء ولم يك المريض ذا بلاء بل كان في كرب قليل وأرق ولم تكن أعراضه فيها عرق وكان في أمراضه ليانة وكانت الأوجاع تحت العانه فخذ بذا الأمر صحيح قولي بأن بحران الفتى بالبول أو سلم البول من امتساك ولم يكن في عانة بشاك وكان ذا منفتح المسام ولم يكن فرط من الآلام ولم يكن يبس شديد وأرق فإنما بحران هذا بالعرق وان يكن في غدد آلام فإنما بحرانه أورام واستعمل التدبير بالعلامة دلت على الموت أو السلامة(*)
~~"ذكر العلامات المنذرة بالموت"
مخ ۱۴۴