26
فسادت الفوضى بين الناس، وانتهكت حرمة النسب والصداقة والواجبات ومعرفة الجميل بقيام الناس والعائلات بعضهم على بعض يفنون بعضهم بعضا.
ومما زاد الاضطراب واختلال الأمن اعتقاد شاع في المملكة وهو «أنه من المحرم سفك الدم المسيحي»
27
فكانت كل الجنايات والجرائم التي لا تتعلق بالدين يعاقب صاحبها عقابا خفيفا.
28
وبما أن أمراض العقل تتحول ولا تزول فقد اتخذ التنجيم والتنبؤ صورة غير الصورة القديمة. فقد كان الوثنيون من اليونان والرومان يستطلعون البخت ويرون الغيب بنظرهم في أحشاء الذبيحة أو مراقبتهم طير الطيور يمينا أو يسارا. فحل عند المسيحيين محل هذه الطريقة استطلاع البخت والغيب بالنظر إلى أشياء توضع في حوض ماء.
29
وكانت حوادث المملكة السياسية تضرم نار الطمع في النفوس، حتى إنه لم يكن في السلطنة رجل عظيم إلا وقد تنبئ له بأنه سيتولى الإمبراطورية، وكانت الثورات والفتن في الإمبراطورية تتوالى بلا انقطاع، وبما أن الأسر المتنازعة على الملك كانت تمر على العرش بسرعة فلم يكن الناس مخلصين لواحدة منها، وكانوا يتخذون كل الطرق للوصول إلى العرش. فتارة بالجند، وطورا بالإكليروس، وآونة بشعب القسطنطينية، وأخرى بشعب باقي المدن.
30
ناپیژندل شوی مخ