23 - أستير في البيت الأحمر
24 - الخاتمة
أورشليم الجديدة
أورشليم الجديدة
تأليف
فرح أنطون
المقدمة
أهم أنواع الروايات ثلاثة (الأول) الروايات الاجتماعية والأخلاقية وهي أفضلها؛ لأنها تبحث في إصلاح أخلاق الأمة وتكوينها، وتنبيه نفسها إلى ما فيه منفعتها، (والثاني) الروايات التاريخية؛ وغرضها بسط تاريخ الأمم، أي ذكر أسبابه ومسبباته لاستخلاص النتائج منها بحرية تامة بلا تزلف ولا تحامل للوقوف على الفواعل في تقدم الأمم وتأخرها، (والثالث) الروايات البسيكولوجية؛ وتدخل فيها الروايات الحبية التي يصور فيها احتكاك العواطف وتنازع القلوب والأهواء.
على أن هنالك نوعا آخر من الروايات أفضل من هذه الأنواع الثلاثة وهو الذي جمع بينها في سياق واحد؛ فيكون تاريخيا لمحبي التاريخ، فلسفيا اجتماعيا لمحبي الفلسفة والاجتماع، أدبيا حبيا لمحبي الأدب والعواطف الحبية الطاهرة المنزهة عن الخلاعة والغرام البارد، ومن هذا النوع أشهر الروايات الخطيرة التي كان ظهورها عبارة عن حادثة وطنية كبرى؛ لأنها رفعت مبادئ وخفضت مبادئ «كالميزارابل» لفيكتور هيغو و«الجحيم» لدانتي وغيرهما.
ولقد سلكت «الجامعة» هذا المسلك في روايتها الجديدة «أورشليم الجديدة» فجمعت فيها بين الفلسفة والاجتماع والتاريخ والحب والأدب، وفوق ذلك ضمت إليها «الدين» لأن العصر الذي نبحث هنا في شئونه عصر ديني محض، سواء كان ذلك عند المسيحيين أو عند المسلمين. فالكلام عنه يشمل الدين بالطبع والضرورة، وبدونه يكون الكلام ناقصا أهم وجوهه.
ناپیژندل شوی مخ