162

سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها

سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها

خپرندوی

مكتبة المعارف للنشر والتوزيع

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

(لمكتبة المعارف)

د خپرونکي ځای

الرياض

وله شاهد آخر عن عبد الله بن مغفل مثله.
أخرجه ابن الضريسي في " أحاديث مسلم بن إبراهيم الفراهيدي " (٨ / ١ - ٢) بسند
لا بأس به في المتابعات والشواهد، رواه الطبراني في " الكبير " و" الأوسط "
ورجالهما رجال الصحيح والبيهقي كما في " الترغيب " (٢ / ٢٣٦) .
فقه الحديث:
لقد دل هذا الحديث الشريف وما في معناه على وجوب ذكر الله سبحانه وكذا الصلاة
على النبي ﷺ في كل مجلس، ودلالة الحديث على ذلك من وجوه:
أولا - قوله: " فإن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم " فإن هذا لا يقال إلا فيما
كان فعله واجبا وتركه معصية.
ثانيا - قوله: " وإن دخلوا الجنة للثواب ".
فإنه ظاهر في كون تارك الذكر والصلاة عليه ﷺ، يستحق دخول
النار، وإن كان مصيره إلى الجنة ثوابا على إيمانه.
ثالثا: قوله: " وإلا قاموا على مثل جيفة حمار ".
فإن هذا التشبيه يقتضي تقبيح عملهم كل التقبيح، وما يكون ذلك - إن شاء الله
تعالى - إلا فيما هو حرام ظاهر التحريم. والله أعلم.
فعلى كل مسلم أن يتنبه لذلك، ولا يغفل عن ذكر الله ﷿، والصلاة على
نبيه ﷺ، في كل مجلس يقعده، وإلا كان عليه ترة وحسرة يوم
القيامة.
قال المناوي في " فيض القدير ":

1 / 162