كشف شبهات الصوفية
كشف شبهات الصوفية
خپرندوی
مكتبة دار العلوم
د خپرونکي ځای
البحيرة (مصر)
ژانرونه
ويؤيد هذا أنَّ خير القرون ثم الذين يلونهم ثمَّ الذين يلونهم؛ لم يستعمل أحد منهم التوسل بهذا الطريق الذي اخترعه عشاق البدع، وهُجَّار السُنَن.
* واعلم أنَّ النبي ﵌ لا يُعرض عليه من أعمالنا شيءٌ؛ باستثناء السلام والصلاة عليه. قال النبي ﵌: «إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أُمتي السلام» رواه النسائي وصححه الألباني، وقال ﵌: «صلوا عليَّ فإنَّ صلاتكم تبلغني حيثُ كنتم» رواه أبوداود صححه الألباني.
وقد ورد في الأحاديث الصحيحة ما يبين بأن النبي ﵌ لا يعلم من أعمال أُمَّته شيئًا بعد وفاته. فهذا الحديث الضعيف فيه لفظة (تعرض عليَّ أعمالكم) وهي تخالف الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن عائشة ﵂ قالت: سمعت رسول الله ﵌ يقول، وهو بين ظهراني أصحابه: «إني على الحوض. أنتظر من يَرِدُ عليَّ منكم. والله ليقتطعن دوني رجال. فلأقولَنَّ: أي رب! مني ومن أمتي. فيقول: إنك لا تدري ما عملوا بعدك. ما زالوا يرجعون على أعقابهم».
فإذا كانت أعمال أمته تُعرض عليه - كما في الحديث الضعيف الذي يستدلون به - فكيف لا يدري ما أحدثوا بعده؟ فهذا يدلُّ على عدم علم النَّبيِّ ﵌ بما يحدث في أُمته من بعده، وهذا يدلُّ على بطلان الحديث المتقدم - لو صحَّ سنده - فكيف والسند ضعيف!!.
1 / 68