169

كشف شبهات الصوفية

كشف شبهات الصوفية

خپرندوی

مكتبة دار العلوم

د خپرونکي ځای

البحيرة (مصر)

ژانرونه

ومع ذلك، فإن كان ولا بد فلا موجب للتقييد بزمن معين بل العام كله لإقامة الدراسات في السيرة وتعريف المسلمين الناشئة منهم والعوام وغيرهم بما تريده من دراسة للسيرة النبوية.
الشبهة التاسعة: استدلال بعضهم بعموم قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ﴾ (إبراهيم:٥) على اعتبار أن مولد النبي ﵌ من أيام الله. فيكون الاحتفال تطبيقًا لأمر الله.
الرد: أولًا: قال الإمام الطبري ﵀ في تفسير هذه الآية: «يقول ﷿: وعِظْهُم بما سلف من نعمي عليهم في الأيام التي خلت، فاجتُزِئ بذكر (الأيام) من ذكر النعم التي عناها، لأنها أيام كانت معلومة عندهم، أنعم الله عليهم فيها نعمًا جليلةً، أنقذهم فيها من آل فرعون بعدَ ما كانوا فيما كانوا فيه من العذاب المُهِين، وغرَّق عدوَّهم فرعونَ وقومَه، وأوْرَثهم أرضهم وديارَهم وأموالَهم».
ثانيًا: كيف فات النبي ﵌ استنباط هذا الحكم من هذه الآية وقد أنزِلَتْ عليه، وكيف فات الصحابة والتابعون ﵃ ذلك؟
فلماذا لم يحتفل الرسول ﵌ والصحابة والتابعون ﵃ من بعده بيوم ميلاده ﵌؟ ولماذا لم يحتفلوا بيوم ميلاد آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ﵈؟ ولماذا لم يحتفلوا بيوم بناء إبراهيم ﵇ للكعبة مثلًا؟
ثالثًا: إذا كان التذكير بكل نعمة من نعم الله ﷿ يكون بالاحتفال فستكون السنة كلها احتفالات؛ لأنه لا يخلو يوم من نعم لله ﷿ على عباده.
رابعًا: قال الإمام الطبري إنها «أيام كانت معلومة عندهم» اهـ.
أما يوم ميلاد الرسول ﵌ فغير محدد حيث اختلف العلماء في تعيينه على أقوال كثيرة.

1 / 196