Umm Al-Qura University Journal 19-24
مجلة جامعة أم القرى ١٩ - ٢٤
ژانرونه
وقوله جل وعزّ عن سليمان ﵇ ﴿عُلّمْنَا﴾ يدل على أن هذا العلم أوتيه سليمان من طريق الوحي معجزة له ودلالة على صدق نبوته ﵇، وهذا شيء لم يعطه أحد من البشر قبله (١) .
وذهب بعض العلماء إلى أن الضمير في ﴿عُلّمْنَا﴾ راجع إلى داود وسليمان، ومن ثَم عدّوا ذلك من علم داود أيضًا، والأولى الاقتصار على ظاهر القرآن، وأن ذلك مما خص به سليمان وحده (٢) .
وذهبت فرقة إلى أن هذا العلم لسليمان كان في جميع الحيوان، والصواب أنه لم يثبت من ذلك إلا منطق الطير، وأما ما ذكره الله عن النملة في قوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا﴾ (٣) فليس فيه ما يدل على الاطراد كفَهْمِ منطق الطير، فالوقوف على ما جاء به النص الكريم أسلم (٤)، والله أعلم.
_________
(١) انظر ابن كثير: تفسير القرآن العظيم، محمد الطاهر: التحرير ٢٢/٢٣٦.
(٢) انظر الآلوسي: روح المعاني ١٩/١٧٢.
(٣) النمل، الآيتان ١٨،١٩.
(٤) انظر ابن عطية: المحرر ١١/١٨٢، ابن العربي: أحكام القرآن ٣/١٤٤٩، الآلوسي: روح المعاني ١٩/١٧٢،١٧٥، محمد الطاهر: التحرير والتنوير ٢٢/٢٣٧.
1 / 33