[71_2]
وكلت بالناس، فوفقت خيله متنحية من معسكرك، عدة لأمر إن غالك، ومفزعا لبديهة إن راعتك، فقد أمنت بحمد الله وقوته فجأة عدوك، وعرفت موقعها من حرزك، حتى يأخذ الناس منازلهم، وتوضع الأثقال مواضعها، ويأتيك خبر طلائعك، وتخرج دبابتك من معسكرك دراجة ودبابات محيطين بعسكرك، وعدة إن احتجت إليها؛ ولتكن دبابات جندك أهل جلد وقوة، قائدا أو اثنين أو ثلاثة بأصحابهم، في كل ليلة ويوم نوبا بينهم، فإذا غربت الشمس، ووجب نورها، أخرج إليهم صاحب تعبيتك أبدالهم، عسسا بالليل في أقرب من مواضع دبابي النهار، يتعاور ذلك قوادك جميعا بلا محاباة لأحد فيه ولا إدهان.
وعلى هذا النحو وضع لولي العهد مخطط الحركات الحربية، ثم قال له أن يكون منزله في خندق أو حصن ليأمن فيه بيات عدوه؛ وأن يقطع لكل قائد ذرعا معلوما من الأرض بقدر أصحابه، فيحفروه عليهم خندقا يطيفونه بعد ذلك بخنادق الحسك، أي الأسلاك الشائكة؛ وإذا طرقهم طارق، أو فاجأهم عدو أن لا يتكلم أحدا رافعا صوته بالتكبير، وليشرعوا رماحهم ناشبين بها في وجوههم، ويرشقونهم بالنبل مكتنين بأترستهم، لازمين لمراكزهم، وأن يكبروا ثلاث تكبيرات متواليات وسائر الجند هادون، ليعرف مواضع عدوه من معسكره، وأن لا يشهروا سيفا يتجالدون به، بل يكون قتالهم بالرماح والنشاب قد ألبدوا بالأترسة. واستجنوا بالبيض، وألقوا عليهم سوابغ الدروع وجباب الحشو؛ وأراده على ألا يخمد نار رواقه ليسكن نافر قلوب عسكره، وأن عدوه إذا نكل عن الإصابة في جنده، فعليه أن يتبعه جريدة خيل، عليها الثقات من فرسانه. وتقدم إليه فوصف الحالة التي يجب على هؤلاء الثقات أن يكونوا عليها، وهم يطاردون أعدائهم، والصفات التي يجب على فرسانه أن يتصفوا بها ليغنوا غناءهم؛ ووصف له صورة خيلهم وعددهم وسلاحهم، وكيف يولي على كل مائة رجل منهم رجلا من أهل خاصته
مخ ۷۱