[30_2]
الأمور كانت مقدرة عليه؛ وهبت خلال ذلك فرقة هاجرت بأن الإنسان مختار في أعماله، وأن الله لو أجبر الإنسان على عمله لم يواخذه عليه، وجعلوا الناس ثلاثة أقسام: مؤمن وكافر وفاسق، ومنعوا من تسمية الفاسق باسم المؤمن، واعتزلوا مجلس الحسن البصري فسموا المعتزلة، وهم الذين أحدثوا علم الكلام، وتابعهم في التأليف أناس ليسوا على مذهبهم، وهم الذين وسعوا بعد أصول الفقه، وأكثر المسائل المذكورة فيه هي من مبتكراتهم.
وأراد عمر بن عبد العزيز أن يستتيب القدرية، أو يخرجوا من بلاده، واشتد بعض آله في أرهاقهم، لكن بعض الخلفاء من أخلافه ذهبوا بعد حين مذهب القدر، ومنهم مروان بن محمد الذي كتب له عبد الحميد الكاتب وعرف به.
أصله وخلقه:
وهو عبد الحميد بن يحيى مولى العلاء بن وهب العامري من عامر بن لؤي. ولؤي ينتهي إليه شرف قريش، ومن ولده عامر بن لؤي وولده حسل ومعيص. وقد قيل في نسبه إنه عبد الحميد بن يحيى بن سعد بن عبد الله بن جابر بن مالك ابن حجر بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب. ومعظم الروايات ترجح أن والده كان من الموالي. وإذا صح ذلك كان من أصل غير عربي، اللهم إلا إذا ثبتت سلسلة نسبه التي انتهت بابن عامر بن لؤي بن غالب. وفي رواية أن جده من سبي القادسية. وإذا صحت نسبته إلى أصل فارسي فيكون جده انضم إلى عامر بن لؤي؛ وقد ينضم الرجل إلى غير قبيلته بالحلف والموالاة فينتسب إليها. والإصطخري يقول أن عبد الحميد كان ممن يصلح من الفرس للدواوين من الكتاب والعمال والأدباء. وكان له في بني أمية ولاء ينسب أليهم؛ فنسبته إلى عامر نسبة ولاء إذا.
والموالي عند العرب، دون الحر الصريح، وفوق العبد الرقيق في المرتبة؛
مخ ۳۰