[210_2]
وأخذ معهم حمل بغل من الدنانير، ووجدت له بيوت فيها أنواع لتجارة، وكان جميع ما قبض له، مع ما وجد قيمة تسعين ألف دينار، وأمر المتوكل بحبسه، فقال إبراهيم يخاطب الوزير صديقه القديم:
وكنت أخي بأرخى الزما ... ن فلما نبا عدت حربا عوانا
وكنت أذم إليك الزما ... ن فأصبحت فيك أذم الزمانا
وكنت أعدك للنائبا ... ت فها أنا أطلب منك الأمانا
وقال:
أصبحت من رأي أبي جعفر ... في هيئة تنذر بالصليم
من غير ما ذنب ولكنها ... عداوة الزنديق للمسلم
وذكر من ترجم للصولي أن الذي تولى أمر كشفه تحامل عليه تحاملا شديدا، فكتب إبراهيم إلى الوزير محمد بن عبد الملك:
فلو إذ نبا دهر وأنكر صاحبه ... وسلط أعداء وغاب نصير
تكون عن الأهواز داري بنجوة ... ولكن مقادير جرت وأمور
وإني لأرجو بعد هذا محمدا ... لأفضل ما يرجى أخ ووزير
والسبب في العداوة بين محمد بن عبد الملك الزيات وإبراهيم بن العباس الصولي، أنه لما ولي ابن الزيات وزارة المعتصم نقص إبراهيم عما يستحقه من الدعاء، فلم تحتمل ذلك نفسه ورياسته، وموضعه من الصناعة والدولة، فعاتبه في ذلك فلم يعتبه، فألهب له نار هجاء لا يطفئها الدهر، فزعم إبراهيم أن ابن الزيات ما ظن أن الرياسة تنجذب إليه، ولا أن العز يتحصل له، إلا بحط إخوانه عن منزلتهم، ونقصهم عن نرتبتهم، ثم نظم ذلك في شعر فقال:
من رأى في المنام مثل أخ لي ... كان عوني على الزمان وخلي
رفعته حال فحاول حطي ... وأبي أن يعز إلا بذلي
مخ ۲۱۰