[175_2]
غنيت عن العهد القديم غنيتا ... وضيعت ودا بيننا ونسيتا
ومن عجب الأيام أن مات مألفي ... ومن كنت تغشاني به وبقيتا
فقال عمرو: استطال أبو إسحاق أعمارنا وتوعدنا، ما بعد هذا خير، ثم قضى حاجته.
ومر عمرو بن مسعدة مرة بأبي العتاهية وهو جالس على الطريق، فوقف عليه يسأله عن حاله، فما قام ولا رفع غليه رأسه وهو يقول:
أقعدني اليأس منك فما ... أرفع رأسي إليك من كسلي
وهجا شقيقه مجاشع حماد عجرد وهو صبي حينئذ، فشبب حماد بأمه، فبلغ الشعر عمرو بن مسعدة، فبعث إلى حماد بصلة، وسأله الصفح عن أخيه، ونال أخاه بكل مكروه، وقال له: ثكلتك أمك أتتعرض لحماد، وهو يثاقف بشارا ويقاومه، والله لو قاومته لما كان لك في ذلك فخر، ولئن تعرضت له لينهكنك وسائر أهلك، وليفضحنك فضيحة لا يغسلها أبدا عنا.
وبلغ العتابي الشاعر أن عمرو بن مسعدة ذكره عند المأمون بسوء، فقال:
قد كنت أرجو أن تكون نصيري ... وعلى الذي يبغي علي ظهيري
وطفقت آمل ما يرجى سيبه ... حتى رأيت تعلقي بغرور
فحفرت قبرك ثم قلت دفنته ... ونفضت كفي من ثرى المقبور
ورجعت مفتريا على الأمل الذي ... قد كان يشهد لي عليك بزور
فركب عمرو في موكبه واعتذر إليه.
وكان بين عمرو بن مسعدة وإبراهيم بن العباس الصولي مودة وقرابة، فحصل لإبراهيم ضائقة بسبب البطالة في بعض الأوقات، فبعث له عمرو مالآ، فكتب إليه إبراهيم:
سأشكر عمروا ما تراخت منيتي ... أيادي لم تمنن وإن هي جلت
مخ ۱۷۵