[147_2]
يقابله. ورويت هذه النكتة لغيره.
ومن جميل تأويلاته وذكائه قوله: إن عدد حروف العربية ثمانية وعشرون حرفا ، على عدد منازل القمر، وغاية ما تبلغ الكلمة منها مع زيادتها سبعة أحرف على عدد النجوم السبعة. قال وحروف الزوائد اثنا عشر حرفا، على عدد البروج الاثني عشر، قال: ومن الحروف ما يدغم مع لام التعريف، وهي أربعة عشر حرفا، مثل منازل القمر المستترة تحت الأرض، وأربعة عشر حرفا ظاهرة لا تدغم مثل بقية المنازل الظاهرة، وجعل الإعراب ثلاث حركات؛ الرفع والنصب والخفض، لأن الحركات الطبيعية ثلاث حركات، حركة من الوسط كحركة النار، وحركة إلى الوسط كحركة الأرض، وحركة على الوسط كحركة الفلك.
وحكى الجاحظ أن أبا الهذيل العلاف المتكلم سأله رقعة يكتب بها إلى الحسن بن سهل يستعينه على ضائقة لحقته؛ فكتب رقعة وختمها ودفعها إليه، فأوصلها إلى الحسن؛ فلما رآها ضحك وأوقف عليها أبا الهذيل وإذا فيها مكتوب:
إن الضمير إذا سألتك حاجة ... لأبي الهذيل خلاف ما أبدى
فامنحه روح اليأس ثم امدد له ... حبل الرجاء بمخلف الوعد
وألن له كنفا ليحسن ظنه ... في غير منفعة ولا رفد
حتى إذا طالت شقاوة جده ... وعنائه؛ فأجبهه بالرد
وإن استطعت له المضرة فاجتهد ... فيما يضر بأبلغ الجهد
وروى الثعالبي قال: حاجة أبي الهذيل يضرب مثلا للحاجة، يسألها الإنسان لغيره ويضمر ضد ما يظهر، ولا قضاءها، إما بخلا بجاهه، وإما لحاجة أخرى في نفسه. قال: وكان أبو الهذيل سار إلى سهل بن هارون الكاتب، وكان خالصا بالحسن بن سهل يسأله الكلام في أمره، ويستعينه على ضائقة دفع إليها، فسار سهل إلى الحسن فكلمه وقال له: قد عرفت أيها الأمير حال أبي الهذيل ومحله
مخ ۱۴۷