Ulum al-Hadith wa Mustalah
علوم الحديث ومصطلحه
خپرندوی
دار العلم للملايين
د ایډیشن شمېره
الخامسة عشر
د چاپ کال
١٩٨٤ م
د خپرونکي ځای
بيروت - لبنان
ژانرونه
ابن عمرو وإرشاده الحكيم له، فقد جاء عبد الله يستفتي رسول الله - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - في شأن الكتابة قائلًا أكتُبُ كلَّ ما أسمع؟ قال: «نَعَمْ»، قال: في الرضى والغضب؟ قال: «إِنِّي لَا أَقُولُ فِي ذَلِكَ إِلَّا حَقًّا» (١). ويُخَيَّلُ إلينا أنه لا بُدَّ أنْ يكون عبد الله بن عمرو قد أخذ في كتابة الأحاديث بعد هذه الفتوى الصريحة من الرسول الكريم وتلك الصحيفة الصادقة كانت ثمرة هذه الفتوى. وآية اشتغال ابن عمرو بكتابة هذه الصحيفة وسواها من الصحف أَيْضًا قول أبي هريرة الصحابي الجليل: «ما من أصحاب رسول الله ﷺ أحد أكثر حديثًا عنه مني إلاَّ ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب وكنت لا أكتب» (٢).
_________
(١) " جامع بيان العلم " لابن عبد البر: ١/ ٧١ وانظر ما يقارب معناه في " مسند أحمد ": ٢/ ٢٠٧ و" تأويل مختلف الحديث " لابن قتيبة: ص ٣٦٥ و" مستدرك الحاكم ": ١/ ١٠٥ و" الإلماع " ورقة ٢٦ وجه ٢ و" المحدث الفاصل ": ٤ / ورقة ٢ وجه ١.
وفي بعض هذه الروايات أنَّ عبد الله بن عمرو كان يكتب كل شيء يسمعه من رسول الله ﷺ فنهته قريش لأنه بشر يتكلَّمُ في الرضى والغضب، فأمسك عن الكتاب وذكر لرسول الله ذلك فأجابه بنحوه، وقال له: «فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا خَرَجَ مِنْهُ إِلَّا حَقٌّ».
(٢) " تقييد العلم ": ص ٨٢ وقارن بـ " جامع العلم ": ١/ ٧٠ و" مسند أحمد ": ٢/ ٢٤٨ و" الإصابة ": ٤/ ١١٢ و" فتح الباري ": ١/ ١٨٤ ويُشير ابن حجر في (الفتح في الصفحة المذكورة) إلى معرفة عبد الله بن عمرو بالكتب، ومنها ما كان خاصًا بأهل الكتاب. ويظهر أنَّ بعض الطرق التي ورد بها الحديث لا تخلو من ضعف وعلة. ففي " علل الحديث " لابن حنبل، ورقة ٦ وجه ١، ما يستنتج هذا الحديث برواية محمد بن إسحاق بن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، غير أنَّ في سياق الخبر ما يوحي بأنَّ ابن علية لم يكن يتَّهم عمرًا بالكذب، وإنما حمله على ذلك كراهيته لكتابة الحديث، فقد جاء في هذا السياق: «روى إسماعيل عن عمرو بن شعيب، ولكن كان مذهب محمد بن سيرين وأيوب وابن عون ألاَّ يكتبوا».
وحسبنا أنَّ البخاري أورد هذا الحديث في " صحيحه " في «باب العلم».
1 / 28