تيليماخوس يتفقد خزائن أبيه
هكذا كانوا يقولون، أما تيليماخوس فهبط إلى خزانة أبيه العالية السقف، وهي حجرة فسيحة بها أكوام من الذهب والبرونز، وصناديق مملوءة بالثياب، وخزين من الزيت ذي النكهة العطرة. كما كانت بها قدور ضخمة من الخمر، المعتقة الحلوة، بها شراب مقدس غير ممزوج، ومرتبة في نظام بطول الحائط، معدة لمقدم أوديسيوس؛ إذ قيض له أن يعود إلى بيته بعد إنجاز مهامه العديدة المحزنة. وقد كانت الأبواب المزدوجة، مقفلة بإحكام، وكانت تقيم هناك، ليل نهار، خادمة تحرس كل شيء بحكمة عقلها، هي يوروكليا
Eurycleia ، ابنة أوبس بن بايسينور
، فاستدعاها تيليماخوس في الحال إلى الخزانة، وكلمها قائلا: «يا مربيتي، أخرجي لي خمرا في قدور، خمرا حلوة منتقاة، من أفضل صنف يلي ما تحفظينه، وأنت دائمة التفكير، لمقدم ذلك الرجل المنكود الحظ، عسى أن يأتي أوديسيوس، سليل زوس ، ولست أدري متى، ناجيا من الموت والأقدار. املئي اثنتي عشرة قدرا، وأحكمي سدها ، جميعا، بالأغطية وعبئي لي دقيق الشعير، في أكياس من الجلد مخيطة جيدا، ولتكن عشرين مكيالا من طحين الشعير، وليكن علم ذلك لك وحدك. وأعدي هذه الأشياء كلها سويا؛ لأنني سآتي لآخذها عندما يقبل المساء، عندما تذهب أمي إلى مقصورتها العليا، وتفكر في الراحة، فإنني ذاهب إلى إسبرطة وإلى بولوس الرملية؛ لأبحث عن أخبار عودة والدي العزيز، عسى أن أتمكن من سماع أي نبأ.»
محاولة يوروكليا إثناء سيدها عن الرحيل
هكذا تكلم، وأرسلت المربية العزيزة يوروكليا، صرخة حادة، وتحدثت إليه بكلمات مجنحة، والدموع تنحدر من مقلتيها، فقالت: «آه يا طفلي العزيز، كيف خطرت هذه الفكرة إلى بالك؟ إلى أين تزمع الذهاب عبر الأرض الفسيحة، يا من لست غير ابن وحيد محبوب غاية الحب؟ لقد هلك أوديسيوس، سليل زوس بعيدا عن وطنه في أرض غريبة، وبمجرد أن ترحل، سيحيك هؤلاء الرجال الشر لك، كي تهلك بالخديعة، ويقسمون كل هذه الممتلكات فيما بينهم. كلا، لا تذهب. ابق هنا وارع ما هو لك؛ لا حاجة بك إلى احتمال المشاق بالتجول عبر البحر المضطرب.»
والدة تيليماخوس لن تعلم
فرد عليها تيليماخوس الحكيم بقوله: «تشجعي يا مربيتي؛ فليست خطتي هذه بغير إذن إله. والآن أقسمي ألا تتفوهي بشيء من هذا إلى والدتي العزيزة، حتى يأتي اليوم الحادي عشر أو الثاني عشر، أو بعد أن تفتقدني هي شخصيا وتعلم أنني رحلت؛ لئلا تشوه بشرتها الجميلة بالبكاء.»
قال هذا، فأقسمت السيدة العجوز بالآلهة، قسما لا حنث فيه، ألا تقول شيئا. وبعد أن أقسمت وانتهت من القسم أخرجت له في الحال خمرا في جرار، وعبأت دقيق الشعير في أكياس من الجلد محكمة الخياطة، وبعد ذلك، ذهب تيليماخوس إلى الساحة وانضم إلى جماعة المغازلين.
أثينا تنمسخ تيليماخوس
ناپیژندل شوی مخ