Catalegue des Vaisseaux
في الأنشودة الثانية؛ إذ واضح جدا أن هذه القائمة بأسماء السفن قد أضيفت إلى الإلياذة رغم أن هذه القائمة تناسب العصر؛ إذ تعطينا فكرة عن جغرافية البلاد إبان الحضارة الميسينية. ولقد أخذ النقاد بهذا الرأي وأجمعوا عليه. كما أن الإلياذة لا تخلو من قطع مكررة حتى تكاد تكون متشابهة، ولكن رغم هذه الإضافة وهذا التشابه لا تزال توجد سلسلة من الحوادث الأساسية هي التي تكون الهيكل الأساسي للإلياذة كغضب أخيل، وكالمعركة التي خسرها اليونانيون، والوفد الذي ذهب إلى أخيل ليعود به إلى القتال، والمعركة التي دارت رحاها بجوار الأسطول، وكالأناشيد التي تدور حول باتروكلوس وتسمى
، ومثل عودة أخيل إلى الحرب، وموت البطل هكتور في نهاية القصة.
أما إذا أخذنا بالفرض الثاني المسمى «ليدر» فثابت أنه يمكن الاعتراض عليه بعدة اعتراضات، منها الاعتراض الخاص بالتساؤل عن الزمن الذي حدث فيه الجمع والتصنيف بين هذه الأغاني؛ إذ لا يمكن أن يكون قد تم الجمع والتصنيف في عهد الشعراء المنشدين؛ لأن طبيعة مهنتهم لا تساعدهم على ذلك. كما أنه لا يمكن أن يكون هذا العمل قد تم في عهد الطاغية بيزستراتوس؛ لأن العمل المنسوب إليه يفترض وجود إلياذة؛ ومن ثم فإن هذه النظرية بعيدة الاحتمال والصواب.
الراجح إذن أنه كانت توجد قبل إلياذة هوميروس إلياذة أيولية أخرى ولكنها أقل رقيا وتقدما من إلياذة هوميروس؛ إذ يغلب عليها نوع من التأخر والوحشية في العادات تتناسب مع العصور البدائية التي كانت في ذلك الوقت، ثم تغيرت اللهجة الأيولية إلى الأيونية، وفي الوقت نفسه تلطفت وتهذبت وتحسنت وأضيفت إليها بعض حوادث جديدة. والأوديسة هي الأخرى تقبل مثل هذا التفسير كما تقبل النظرية الأولى التي نفضلها؛ فهيكلها الأساسي واضح كل الوضوح؛ لأنها تتألف من ثلاثة أقسام واضحة متميزة بعضها عن بعض، ولكنها مرتبطة فيما بينها برباط متين وثيق. ومع هذا فإن الأناشيد التي أضيفت إلى الأوديسة أكثر بكثير من الأناشيد التي أضيفت إلى الإلياذة. وليس هناك سبيل إلى القول بوجود أوديسة أيولية كالإلياذة الأيولية؛ ذلك لأن البطل أوديسيوس ليس أيوليا بل من أبطال شعوب البحر الأبيض المتوسط.
وبالرغم من هذه الوحدة الغالبة على كل من القصيدتين الكبيرتين لا نستطيع أن نقول إن لهما تاريخا محددا؛ لأن هذه القصائد تصور لنا سلسلة طويلة متصلة من القرون والعصور. كما يجب أن يغيب عن بالنا أنهما ليستا من الآداب الشعبية بل هما مثل الشعر الراقي الرفيع الذي ألفه شاعر مثقف على جانب كبير من العلم والثقافة أراد أن يصور لنا عصر الأبطال القديم. ونستطيع أن نقول أيضا إن في كل من الإلياذة والأوديسة أجزاء قديمة وأخرى أحدث منها. ونقول أيضا إنهما انتهتا جميعا في القرن الثامن أو السابع قبل الميلاد في عصر انتقال بدأ فيه المجتمع ينتقل من الحكم الملكي إلى الحكم الأرستقراطي الذي كانت مظاهره آخذة في النمو والازدهار بسرعة.
الأنشودة الأولى
قاد أثينا نفسها، وأجلسها فوق مقعد، وعند أسفله كرسي صغير للأقدام ...
دعاء إلى ابنة زوس
حدثيني، أيتها الربة، عن الرجل الكثير الحيل الذي أخذ يجول في كثير من مناكب الأرض بعد أن دمر قلعة طروادة المقدسة؛ فقد شاهد بلاد رجال كثيرين وتعلم آراءهم. نعم، وكثيرة هي الويلات التي عاناها في قلبه وسط البحار، ساعيا إلى النجاة بحياته وعودة رفقائه. بيد أنه مع هذا لم ينقذ أولئك الرفاق، رغم شدة لهفته إلى ذلك؛ إذ هلكوا بسبب حماقتهم العمياء - فما أحمق من أكلوا أبقار! هيليوس هوبيريون
ناپیژندل شوی مخ