165

شجرة صفصاف باسقة، ويتساقط من الكتان الضيق النسج، زيت الزيتون الصافي؛

13

فكما كان الرجال الفياكيون ماهرين في قيادة السفن السريعة فوق صفحة البحر، كذلك كانت السيدات عاملات ماهرات على المنول؛ إذ وهبتهن أثينا، دون غيرهن، حذق الأشغال اليدوية، والقلب المدرك. وخارج البهو، بقرب باب القصر مزرعة كروم هائلة تبلغ مساحتها أربع مقطوعيات

14

ويحيط بها مرتفع تنمو فيه أشجار فاخرة باسقة، أشجار الكمثرى والرمان والتفاح، قطوفها دانية تتلألأ، وأشجار التين الحلو، والزيتون الجيد. ولم تكن ثمار هذه الأشجار لتنقطع أبدا، سواء في الشتاء أو في الصيف، بل كانت دائمة الإثمار طوال العام. وتساعد الريح الغربية بهبوبها الدائم على سرعة نضج الثمار، فتنضج الكمثرى واحدة بعد الأخرى، والتفاحة إثر التفاحة، وعنقود العنب بعد العنقود، والتينة وراء الأخرى. أما مزرعة الكروم للثمرة فكان بها منطقة دافئة، بأحد أجزائها تمتد على أرض منبسطة، حيث يجفف العنب في الشمس، بينما يجمع الرجال العنب الطازج، ويعصرونه. كان في أول الكرمة أعناب فجة تظلل النوار، بينما البعض الآخر قد تحول لونه إلى الأرجواني. وهناك أيضا بجانب آخر صف للكروم، أحواض لنباتات الأزهار المختلفة، من شتى الأنواع، تنمو وتزهر طول العام. وبداخل الحديقة ينبوعان، يتدفق ماء أحدهما خلال الروض فيرويه بأكمله، بينما تتدفق مياه الآخر أسفل عتبة البهو صوب القصر المنيف. من هذا الينبوع يستقي أهل المدينة. تلك كانت هدايا الآلهة المجيدة في ألكينوس.

وقف أوديسيوس العظيم، الكثير الاحتمال، مدهوشا أمام هذه العجائب، وبعد أن نال كل شيء إعجاب قلبه، مر مسرعا من العتبة إلى داخل القصر، فوجد قادة الفياكيين ومستشاريهم يسكبون السكائب من كئوسهم، لأرجايفونتيس الحاد البصر، الذي اعتادوا أن يسكبوا له الخمر، بعد الانتهاء من أعمالهم، واعتزامهم الذهاب لينعموا بالراحة.

أوديسيوس يتضرع إلى زوجة ألكينوس

دخل أوديسيوس العظيم، البالغ المقاساة، إلى القاعة تلفه الغمامة الكثيفة التي أرسلتها أثينا حوله، حتى بلغ مكان أريتي والملك ألكينوس، فألقى يديه حول ركبتي أريتي، وفي التو انقشعت الغمامة العجيبة من حوله، وشاع السكون على سائر من كانوا بالقاعة عندما أبصروا ذلك الرجل، وامتلأت نفوسهم عجبا وهم يتجهون بأبصارهم نحوه، ولكن أوديسيوس شرع يتوسل قائلا: «هيا أريتي، يا ابنة ريكسينور الشبيه بالإله، إنني أجيء إلى زوجك وإلى ركبتيك بعد مشاق عديدة. نعم، وإلى هؤلاء الضيوف، الذين أرجو أن تهبهم الآلهة السعادة في الحياة، وكل منهم يخلف لأطفاله، ثروته الموجودة بساحاته، وفروض المجد التي منحه إياها الشعب. إنني أتوسل إليك أن تعجلي بإرسالي إلى وطني، بسرعة؛ إذ ظللت مدة طويلة أقاسي المحن بعيدا عن أصدقائي.»

إخينيوس يكرم أوديسيوس

ما إن قال أوديسيوس هذا، حتى جلس فوق المدفأة، على الرماد بجانب النار، بينما خيم الصمت على الجميع. وأخيرا تكلم في وسطهم السيد العجوز إخينيوس

ناپیژندل شوی مخ