عربو لیکوال د جاهليت او اسلام پیل په دوران کې
أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
ژانرونه
والغزل الجاهلي بما فيه من فطرة لا يخلو من سذاجة التعبير عن حب الشاعر وشكواه وتضجره من العواذل، ولكن فيه من الأنفة والإباء ما يرفعه عن التذلل والعبودية وتعفير الوجه على أقدام الحبيبة، وكثيرا ما تمتزج ألفاظ الحب بألفاظ الحرب، ولا سيما عند الشعراء الفرسان. (6) الطبيعة
لا يستغرب من الشاعر الجاهلي أن ينظر إلى الطبيعة ويمعن في وصفها، وهو يعايشها غير مصارم لها بهجران، ويواصلها غير منفصل عنها بحائط أو بنيان. يتكل عليها في حياته ورزقه، مع ما هي عليه من الغلظة والقساوة وقلة العطاء. فقد وجد العرب في بادية عطشى قليلة الماء، لا تجري فيها الينابيع الغزيرة فضلا عن الأنهار؛ لتروي الأرض وتبعث الخير من بواطنها، فآمالهم بالخصب معقودة على ماء السماء، وربما حطمتهم السنة وعضتهم الفاقة لاحتباس المطر وإخلاف الربيع، فتظلم الدنيا في عيونهم من صحو دائم وصفاء راتب.
وفصل الأمطار قصير في الصحراء، ولكنه مستطيل على إحياء الأرض لما بها من قوة كامنة، فلا يمضي على سقوط الغيث عشر ليال حتى ينبت الربيع كما ذكر ابن دريد: «فما لبثنا إلا عشرا حتى رأيتها روضة تندى.» ولطالما نشبت الحروب واستحكمت العداوات بينهم لتزاحمهم على المياه والمراعي، كما يتزاحم أهل الحضر ويتقاتلون على المرافق الاقتصادية.
وفي الشعر الجاهلي أوصاف كثيرة للربيع تنظر إلى حياتهم المادية بدافع الرخاء والشدة، لا إلى حياتهم الروحانية بعامل المتعة والشعور الباطن. فكان الربيع عندهم نجعة للإبل وموردا للرزق، فإذا أخطأهم أجدبت المراعي وجف الضرع وعم الجوع والبلاء. فحياة البدوي من إبله، وحياة الإبل من الكلأ، وقديما قال قائلهم: «إذا أخصبت الدهناء ربعت العرب جمعاء.» وإذا ربعوا: «غيبت الشفار وأطفئت النار»؛ لأنهم يشربون اللبن ولا ينحرون النياق فعلهم أيام القحط وانقطاع الأمطار.
وحاجة البادية إلى الماء جعلت لفصل الأمطار شأنا خطيرا في الشعر الجاهلي؛ لأن البدوي يشعر بالجوع في أواخر الصيف، ويحزنه أن يرى العشب يابسا والغدران والآبار جافة، وتمله الطبيعة بصحوها المستمر وحرها الخانق، فتأخذه الكآبة خوفا من الجدب إذا احتبس المطر، وضجرا من حياة متشابهة، ويظل على هذه الحال خاضعا للقدر، مرجيا تبدل وجه السماء لتأتيه بالغيث والفرج. حتى إذا اغبر الأفق وسطع البرق، ابتهج ومضى يتأمل هذه الظواهر الجديدة مترقبا نزول المطر، كما قعد امرؤ القيس بين ضارج والعذيب ينظر فرحا إلى البرق والسيل الجارف يسحو الجبال ويفترش الصحراء، فتنقلع الأشجار، وتنهدم الآطام إلا ما بني بالحجارة، وتسكر الطير وتوحل السباع.
أصاح ترى برقا أريك وميضه
كلمع اليدين في حبي مكلل
42
وكما وقف أوس بن حجر يتلمس السحاب وقد أطبق عليه، وتهدلت أذياله وفجره الرعد بالقطار:
دان مسف فويق الأرض هيدبه
ناپیژندل شوی مخ