عربو لیکوال د جاهليت او اسلام پیل په دوران کې
أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
ژانرونه
فأت الرجيع وسل عن دار لحيان
15
قوم تواصوا بأكل الجار كلهم
فخيرهم رجلا والتيس مثلان
وعلى الشاعر أن يذود عن حلفاء قبيلته؛ لما بينهم وبينها من تبادل المنفعة في الدفاع المشترك، فنرى النابغة يهجو زرعة بن عمرو؛ تأييدا لحلف بني أسد، مدافعا عنهم، مستفيضا في وصف نجدتهم ومنعتهم كأنه يدافع عن قومه.
وإذا استجار شاعر بقبيلة واعتدي عليه، عنفها وهجاها ليحرضها على أخذ حقه؛ لأنه يعلم أن الجوار مقدس عندهم لا يجوز انتهاكه. فقد عنفت البسوس بنت منقذ بني مرة حين عقر كليب ناقة جارها سعد، وهي جارة لهم، فجعلتهم أمواتا ونساء، حتى أثارت جساسا فقتل كليب وائل ونشبت بينهم الحرب الطويلة المشئومة.
وخرجوا بالهجاء إلى التكسب كما خرجوا إليه بالمدح، فكان الشاعر منهم يدعى إلى قبيلة غريبة عنه، فتضيفه وتكرمه ليهجو أعداءها، لا تشفع له في هجائه عصبية قبلية كما لو كان يدافع عن قومه، وإنما حب التكسب هو الذي حمله على شتم هذا ومدح ذاك. فالحطيئة ما هجا الزبرقان بعد مجاورته إياه إلا لأن أبناء شماس أنزلوه عندهم وأكثروا له من التمر واللبن، وأعطوه لقاحا وكسوة؛ فقال للزبرقان:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها
واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
بيد أن أمثاله في الشعراء الجاهليين قليل؛ فإن الذين تكسبوا بالمدح أكثر من الذين تكسبوا بالهجاء، وقلما فعل واحد منهم مثل الحطيئة يهجو ليعطى ويطعم.
ناپیژندل شوی مخ