عرب ادبيان په عباسي عصرو کې
أدباء العرب في الأعصر العباسية
ژانرونه
يحدثنا صاحب الأغاني
33
أن الذي بعثه على تأليف هذا الكتاب أن رئيسا من رؤسائهم كلفه جمعه، فتكلفه على ما فيه من مشقة، وبناه على الأصوات المائة المختارة.
وحكاية هذه الأصوات أن هارون الرشيد أمر إبراهيم الموصلي، وإسماعيل بن جامع، وفليح بن العوراء باختيارها له من الغناء كله، ففعلوا، ثم أمرهم أن يختاروا له ثلاثة منها ففعلوا، ثم رفعت إلى الواثق بالله وهو خليفة، فأمر إسحاق بن إبراهيم الموصلي أن يختار له منها ما رأى أنه أفضل من غيره، ويبدل ما لم يكن على هذه الصفة بما هو أولى منه، ففعل ذلك، فعلى هذه الأصوات المختارة اعتمد أبو الفرج في تأليف كتابه، ولكنه لم يقتصر عليها، بل أضاف إليها طائفة كبيرة من الأصوات التي غني بها، وليست منها.
وكان إذا ذكر الصوت عرف قائله ومن غنى به، وبين لحنه وطريقته وجنسه. ومذهبه في ذلك مذهب إسحاق الموصلي؛ إذ كان هو المأخوذ به يومئذ دون مذهب من خالفوه في أسماء الألحان، وبيان أجناسها، ثم ينتقل إلى الشاعر الذي قاله، فيذكر نسبه وأخباره، وتاريخ مولده ووفاته، وطائفة من أشعاره، وما غني له فيه، معتمدا بذلك على الإسناد المتسلسل. ثم يفرغ إلى من غنى بهذا الصوت، فينسبه ويروي أخباره ويبين صنعته، ومنزلته، وما له من الأصوات المعدودة. وإذا لم يستتم الكلام على الشخص الذي يتحدث عنه؛ لأن له أخبارا مع شخص آخر جعلت على حدة، أشار إلى ذلك بقوله: «وسنذكر خبره مع فلان في موضع آخر.» ويقول في ذاك الموضع: «أخبار فلان مع فلان إذ كانت سائر أخباره قد تقدمت.»
وابتداؤه بالأصوات الثلاثة المختارة فما يليها جعله لا يراعي في كتابه طبقات الشعراء، وأزمنتهم، ولا طرائق الغناء، وطبقات المغنين، فإنه استهل الكتاب بأخبار أبي قطيفة، وهو شاعر مخضرم ليس في المعدودين، ولا الفحول، وإنما غنى له معبد في شعر له:
القصر، فالنخل، فالجماء بينهما
أشهى إلى القلب من أبواب جيرون
34
فعد من الثلاثة الأصوات المختارة، فبدأ به أبو الفرج، ثم بمعبد، وثنى بعمر بن أبي ربيعة، ثم بابن سريج؛ لأن ابن سريج غنى في شعر عمر:
ناپیژندل شوی مخ