291

عرب ادبيان په عباسي عصرو کې

أدباء العرب في الأعصر العباسية

ژانرونه

وإنشاؤه على الجملة مجموعة صور مختلفة التلاوين، وهو للشعر أقرب منه للنثر. وكأنه في وشيه وترف ألفاظه خلق ليربى ويترعرع في قصور الطبقة الأرستقراطية من أهل البيان. وليس في هذا الوشي على صنعته الظاهرة، ما يقرع الأسماع وتجفو عنه الطباع، فإن ما ينضاف إليه من روعة الإنشاء، وصحة الطبع، يجعله سهل البلاغ، طيب المساغ. (3-3) منزلته

قال الثعالبي: «هو بديع الزمان، ومعجزة همذان، ونادرة الفلك، وبكر عطارد، وفرد الدهر، وغرة العصر.» ا.ه.

وفي هذه النعوت ما يدل على شدة إعجاب صاحب اليتيمة به. ولم ينفرد بهذا الإعجاب أبو منصور وحده، بل شاركه فيه جمهرة المتأدبين في عصره، وبعد عصره. وحسب البديع منزلة أن ينتظم له حزب يلف لفه وهو ما برح فتى غض الشباب؛ فقد علمت كيف انشق الناس شطرين بعد مناظرته لأبي بكر، وكان الشطر الأعظم بجانبه، يشد أزره، ويفضله على خصمه. وقد استحق صاحبنا هذه المنزلة، بذكائه النادر، وسرعة خاطره، واستبحاره في اللغة وآدابها، وبلاغة إنشائه وحسن مائه وروائه، وطول باعه في الوصف والتصوير، ودقة نظره في مراقبة الأشياء، وبراعته في التوليد والابتكار. وهو خير مصور للحياة في لذتها وألمها، ولأخلاق الناس، ولا سيما المحتالون الذين يتوسلون بمختلف الحيل لابتزاز الأموال، وأول من ابتكر فن المقامات، فترسمه فيه أخلافه، فنحتوا من صخره، واغترفوا من بحره. وكفاه فخرا أنه خلق لتاريخ الآداب شاعرا خدع به صيابة الأدباء، فرووا شعره، وأثبتوا خبره، وظل حديث المجالس، وحلقات الطلب زهاء عشرة قرون. وبديع الزمان أحد زعماء الأسلوب المنمق، وأبعدهم صيتا، وأوسعهم شهرة، وأنبههم ذكرا. (4) القصص

بدأ القصص عند العرب بدءه عند سائر الشعوب، أسمارا ونوادر وأحاديث، يقطعون بها ليالي الشتاء، وأيام الفراغ. والعرب كغيرهم من الأمم يروقهم التحدث بأخبار أسلافهم، والإشادة بمناقبهم، فقادهم ذلك إلى المبالغة في رواياتهم حتى بلغوا بها حد الإغراب والتخريف ، فأصبحت أسمارهم ونوادرهم أقاصيص تلتبس فيها الحقيقة بالخيال.

وتضاعفت عناية الناس بالقصص في صدر الإسلام بعد أن صار العرب دينا جامعا، ودولة منظمة، وشعبا مجموعا. واشتمل ذاك العصر على حياة لهو ومجون، وحياة حرب وجهاد، فكان القاصون يعمرون مجالس اللهو، ويسمرون بنوادر العشاق والمتيمين. ويقصدون أماكن الفتن ومزاحف البعوث، ويضرمون الحماسة في صدور الرجال بأخبار فرسان العرب وأيامهم المشهورة.

وطفقت هذه الأقاصيص تزداد إغرابا وبهرجة بكرور الأيام والسنين، وتتابع القاصين عليها، وتفاوتهم بخصب الخيال وحب التزيين، ورغبتهم في استهواء السامعين وإثارة عواطفهم حتى أصبحت خرافات في أكثرها ليس لها من الحقيقة إلا أثر بعد عين.

ولم يشرع في تدوين القصص إلا في صدر الدولة العباسية، وأول من أخذ بأهداب هذا الفن عبد الله بن المقفع في كتابه كليلة ودمنة. وفعل فعله سهل بن هارون في كتابه ثعلة وعفرة، وعلي بن داود كاتب زبيدة.

ولما ضعف سلطان العباسيين، وتولى الأتراك عنهم شئون الدولة، انصرف أولئك إلى اللهو والسمر، فكان القاصون يخرفونهم بالحكايات والنوادر، فشاع تصنيف القصص ونقلها، ولا سيما أيام المقتدر. وما جاء العصر الثالث حتى كان منها طائفة حسنة ذكرها ابن النديم في الفهرست، وفيها قصص عربية الأصل كأخبار العشاق في الجاهلية والإسلام، أمثال عروة وعفراء، ومجنون ليلى، وعمر بن أبي ربيعة، وجميل بثينة، وأخبار الحبائب المتظرفات كقصة هند ابنة النعمان، وأخبار عشاق الإنس للجن، وعشاق الجن للإنس، وأخبار البطالين كقصة أبي عمر الأعرج، وأخبار المغفلين كنوادر جحا. وفيها قصص عجمية الأصل نقلت عن الفارسية ككتاب هزار افسان، ومعناه ألف خرافة، وكتاب دارا والصنم الذهب. وأشهر هذه القصص وأكبرها اثنتان؛ إحداهما عربية النجار؛ وهي سيرة عنترة العبسي، والأخرى فارسية وهي حكايات ألف ليلة وليلة. (4-1) سيرة عنترة

سيرة عنترة كغيرها من القصص، تداولتها ألسنة القاصين زمنا قبل تدوينها، وتصرفوا فيها كما شاءوا وشاء لهم خيالهم من زيادة أو نقصان. ونرى أنها لم تدون دفعة واحدة على ما هي عليه اليوم بل مرت بها أزمنة طويلة، والكتاب يتواطئون على تصنيفها، فيغيرون فيها ، ويضيفون إليها. حتى وصلت إلينا ضعيفة التأليف، مختلفة اللغة والشعر، فيها الحسن الجيد، وفيها القبيح الرديء.

وأما الذين تولوا تصنيفها فأشخاص مجهولون إلا اثنين أحدهما يوسف بن إسماعيل قيل إنه جمعها للعزيز بالله

ناپیژندل شوی مخ