عرب ادبيان په عباسي عصرو کې

بطرس بستاني d. 1300 AH
172

عرب ادبيان په عباسي عصرو کې

أدباء العرب في الأعصر العباسية

ژانرونه

ألم تجدوني آل وهب لمدحكم

بشعري ونثري أخطلا ثم جاحظا؟ (3-2) ميزته

هذا شاعر حاول التكسب بشعره فلم يفلج سهمه، وقلت حظوته فما أتيح له أن يرضي ممدوحيه فيرضوه، فعاتبهم واستعتبهم، فما أجداه العتاب، ولا أعطي العتبى، فسخط وهجا، وانتقم أخبث انتقام.

هذا شاعر تنكر له الدهر، وقعد به الجد، وأزرى به معاصروه، وصفرت كفه، فقادته مضاضة الفقر إلى ذل السؤال، فألح وألحف، فنهر ورد، وليس للملحف غير الرد.

هذا شاعر أحب الحياة ونعيمها، فتهالك على شهواتها وملاذها، فأذاقه الله لباس الجوع، فإذا هو منهوم لا يشبع، يرى الدنيا وما فيها لذة واستمتاعا.

هذا شاعر كتب الشقاء له في لوح الأقدار، فقد ارتزق فلم يرزق. واشتهى فحرم. وأحب فنبذ. وطلب الراحة في ظل عيلته، فمات أولاده، وماتت زوجه، ومات أخوه، وماتت أمه. وغصبت داره. وبقي وحده حيا يشقى ، فتشاءم وتطير، فسخر الناس به، وقالوا: مجنون موسوس. وقد صدقوا، فابن الرومي لم يسلم من اختلاط في عقله يرفده الشقاء، وتشده الخيبة. ولكن الشاعر مدين بعبقريته لجنونه وشقائه وخيبته؛ فلو لم يطرحه الناس، وينكروا عليه غرابة أطواره، ولو لم يخفق ويتعس ويتألم، لشغل شعره بالمديح وما يشبه المديح، ولما جاءنا بهذه الآيات البينات التي صور بها عواطف نفسه، وأخلاق أهل زمانه، وصور الأشياء التي رغب فيها وأحبها وظل طوال عمره يشتهيها، والأشياء التي كرهها ونفر منها وتطير.

مدحه

لم يمدح ابن الرومي من الخلفاء الذين عاصرهم غير المعتضد، وليس له فيه شيء يعتد به؛ لأنه لم يحظ عنده، ولكنه مدح جماعة من الوزراء والأمراء، فوفق لشيء من الإجادة. وأشهر ممدوحيه إسماعيل بن بلبل وزير المعتمد، ومحمد بن عبد الله بن طاهر صاحب شرطة بغداد وأمير خراسان، وأخوه عبيد الله بن طاهر، وكانت له ولاية الشرطة بعد أخيه، والقاسم بن عبيد الله الوهبي وزير المعتضد.

على أن مدائحه فيهم لم تكن لتغنيه من فقر؛ لأنهم لم يحسنوا صلاته، ولم يقربوا مكانه، وربما أقصوه عنهم أو سمعوا شعره دون أن يجيزوه عليه. وغير عجيب أن يخفق عندهم، وهو على اضطراب عقله، وضيق أخلاقه، وسلاطة لسانه، وسوء تصرفه في مصاحبة الناس، لا يصلح للمجالس فيتخذ نديما. وكان إلى هذا شديد الإلحاف، فتبرموا به وحرموه، فآلمه ذلك لأمرين: أحدهما حاجته إلى المال، والآخر ذهاب شعره ضياعا؛ فإنه كان مفتونا بلذة الحياة ونعيمها فلم يقدر له من الرزق ما يشبع به شهواته، وكان حريصا على شاعريته فأمضه أن يبخس حقها، فكثر عتابه لممدوحيه، وأرهقهم بالسؤال والاستعطاف حينا، وبالتأنيب والتهديد آخر. وقد يعتد بنفسه فيطلب أن يكون نديما لهم يحضر مجالس اللهو معهم، أو كاتبا في دواوينهم تستودع عنده أسرارهم، فيرتد خائبا مزبونا، يتظلم ويشكو.

وكيف يفلح شاعر مثله، وهو لا يحسن المدح إلا إذا سأل وعاتب وهدد. ولم يكن له من ظرف اللسان، وحميد المخالقة، ورجحان العقل ما يحببه إلى الأمراء فيرغبوا في مجالسته ومنادمته . وكانت طيرته عونا عليه، فازداد بها بؤسا وخيبة؛ لأن وسواس عقله جعله جبانا قلق النفس، مروع الفؤاد يتخوف أشياء يتوهمها توهما، فإذا دعاه أمير أن يتجشم إليه السفر ليسمع شعره ويثيبه، أبى أن يذهب خوفا من مشاق البر وغرق البحر، وطلب إليه أن يجيزه دون أن يركبه هذا المركب الخشن. ولعل معاصرته للبحتري أضرت به، وغمرته عند الأمراء؛ لأنه مدح أكثر الذين مدحهم أبو عبادة، فلم يحفلوا به ولا التفتوا لفته، مع أنهم أكرموا البحتري وخصوه بسني الجوائز. ويرجع ذلك إلى أن الوليد أبرع منه في المدح، وأرصن في المجالس وأعقل، وأحسن تصرفا في استرضاء ممدوحيه.

ناپیژندل شوی مخ