179

Twenty Hadiths from Sahih Al-Bukhari: Study of Their Chains and Explanation of Their Texts

عشرون حديثا من صحيح البخاري دراسة أسانيدها وشرح متونها

خپرندوی

الجامعة الإسلامية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٠٩هـ

د خپرونکي ځای

المدينة المنورة

ژانرونه

ورسوله حيث قال ﷺ في الحديث المتفق على صحته: " من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل" وسر الجمع بينهما عليهما الصلاة والسلام ووصفهما بكونهما عبدي الله ورسوليه بيان أن عقيدة الإسلام في حق عيسى ﵊ أنه عبد الله ورسوله فلا يغلى فيه غلو النصارى من جانب ولا يقصر في حقه كما قصرت النصارى من جانب آخر وكما جفت اليهود لعنة الله عليهم، وبيان أن الواجب في حق محمد ﷺ وصفه بذلك وعدم الإفراط والتفريط، وان وصفه بأنه عبد الله يقتضى اعتقاد أنه لا يستحق أن يصرف له شيء مما لا يستحقه إلا الله تعالى، ووصفه بأنه رسول الله يقتضى تصديقه في جميع ما يخبربه من أخبار في الماضي وفي المستقبل وفي ما هو موجود غير مشاهد لنا، ويقتضى طاعته بامتثال أمره واجتناب نهيه، وتقديم محبته ﷺ على النفس والوالد والولد والناس أجمعين، وأن لا يعبد الله إلا على وفق ما جاء عنه صلوات الله وسلامه عليه، هذه عقيدة المسلمين في عيسى ﵊ وفي محمد ﷺ وسط بين طرفي الإفراط والتفريط. ولقد أحسن الشاعر إذ يقول: ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد ... كلا طرفي قصد الأمور ذميم ٦- قوله: "لا تطروني" الخ، هذا منه ﷺ سد للذرائع التي تؤدى إلى الشرك بالله فالرسول ﷺ ما من خير إلا دل الأمة عليه وما من شر إلا حذرها منه، وكل ما كان الشيء أخطر كانت العناية به أعظم، فالشرك لما كان أعظم الذنوب وأظلم الظلم على الإطلاق، وهو الذنب الذي لا يغفره الله والذي حرم الله على صاحبه الجنة ومأواه النار، لما كان بهذه الخطورة حذر منه ﷺ غاية التحذير ومنع من أي وسيلة تؤدى إليه كما منع من إطرائه في هذا الحديث لئلا يفضى ذلك إلى أعظم محذور، وكما لعن ﷺ اليهود والنصارى في اتخاذهم قبور

1 / 188