177

تراث ابو الحسن حرالي په تفسير کې

تراث أبي الحسن الحرالي المراكشي في التفسير

پوهندوی

محمادي بن عبد السلام الخياطي، أستاذ بكلية أصول الدين تطوان

خپرندوی

منشورات المركز الجامعي للبحث العلمي

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م

د خپرونکي ځای

الرباط

التي تقبلا التلافي، ولما في معنى الإبلاس من قطع الرجاء، فكان في ذلك بشري استدراك آدم بالتوبة - انتهى. ﴿وَقُلْنَا اهْبِطُوا﴾ والهبوط، قال الْحَرَالِّي: سعى في درك، والدرك ما يكون نازلا عن مستوى، فكأنه أمسك حقيقته - أي آدم - في حياطته، تعالى، وحفظه وتوفيقه لضراعته وبكائه وسر ما أودعه من أمر توبته؛ وأهبط صورته، ليظهر في ذلك فوق ما بين هبوط آدم وهبوط إبليس، على ما أظهر من ذلك سرعة عود آدم توبة وموتا إلى محله من أنسه المعهود وقربه المألوف له من ربه، وإنظار إبليس في الأرض مصرًا منقطعا عن مثل معاد آدم، لما نال إبليس من اللعنة التي هي مقابل التوبة، ﴿بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ﴾ البعض ما اقتطع من جملة، وفيه ما في تلك الجملة. ﴿عَدُوٌّ﴾ من العداء أي المجاوزة عن حكم المسالمة التي هي أدنى ما بين المستقلين من حق المعاونة - انتهى. قال الْحَرَالِّي: وفيه إشعار بما تمادى من عدوان الشيطان على ذرء من ولد آدم حتى صاروا من حزبه، وفيه أيضا بشرى لصالحي ولد آدم بما يسبونه من ذرء إبليس فيلحقون بهم بالإيمان والإسلام والتوبة، فيهتدون بهداه من حيث عم بالعداوة، فاعتدى ذو الخير فصارت عدواه على أهل الشر خيرًا، واعتدى ذو الشيطنة فصارت عدواه على أهل الخير شرًا. ﴿وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ﴾ تكونون فيه، وهو من القرار، وهو كون الشيء فيما له فيه تنام وظهور وعيش موافق، ﴿وَمَتَاعٌ﴾

1 / 198