145

تراث ابو الحسن حرالي په تفسير کې

تراث أبي الحسن الحرالي المراكشي في التفسير

پوهندوی

محمادي بن عبد السلام الخياطي، أستاذ بكلية أصول الدين تطوان

خپرندوی

منشورات المركز الجامعي للبحث العلمي

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م

د خپرونکي ځای

الرباط

بوصف يعقبه، وهي الصلة اللازمة له، والخلق تقدير أمشاج ما يريد إظهاره، بعد الامتزاج والتركيب، صورة ﴿وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ القبل ما إذا عاد المتوجه إلى مبدأ وجهته أقبل عليه. انتهى. ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ وقال الْحَرَالِّي: لعل كلمة ترج لما تقدم سببه، وبدأ من آيات الربوبيه بذكر الخلق لأنه في ذواتهم، ووصل ذلك بخلق من قبلهم [حتى لا يستندوا بخلقهم إلى من قبلهم]، وترجى لهم التقوى لعبادتهم ربهم، من حيث نظرهم إلى خلقهم وتقدير أمشاجهم، لأنهم إذا أسندوا خلقهم لربهم كان أحق أن يسندوا إليه ثمرة ذلك من صفاتهم وأفعالهم، فيتوقفون عن الاستغناء بأنفسهم، فينشأ لهم بذلك تقوى. انتهى. ﴿الَّذِي جَعَلَ﴾ قال الْحَرَالِّي: من الجعل، وهو إظهار أمر عن سبب وتصيير. ﴿لَكُمُ الْأَرْضَ﴾ أي المحل الجامع لنبات كل نابت: ظاهر أو باطن، فالظاهر كالموالد وكل ما الماء أصله، والباطن كالأعمال والأخلاق، وكل ما أصله ماء الماء آيته، كالهدى والعلم، ونحو ذلك، ولتحقق دلالة اسمها على هذا المعنى جاء وصفها بذلك من لفظ اسمها، فقيل أرض أريضة، للكريمة المنبتة، وأصل معناها: ما سفل في مقابلة معنى السماء الذي هو ما علا على سفل الأرض، كأنها لوح قلمه الذي يظهر فيها

1 / 166