فإذا كانت المسئلة غير محصلة، فقد يمكن الإنسان أن يبطل على نحو واحد — مثال ذلك أنه إن قال قائل: إن اللذة خير أو ليست بخير، من غير أن يستثنى بشىء آخر. وذلك أنه إن قال إن لذة ما خير، فقد ينبغى أن يبين بيانا كليا أن ولا لذة واحدة خير، إن هو أراد أن يرفع الموضوع. وكذلك إن قال إن لذة واحدة ليست بخير، فينبغى أن يبين بيانا كليا أن كل لذة خير. فأما بغير ذلك فليس يمكنه أن يرفع الموضوع. وذلك أنا إن بينا أن لذة ما خير لم نكن رفعنا بعد الموضوع. — فمن البين أنه إنما يكن أن نرفع الموضوع على جهة واحدة. فأما أن يصحح فعلى وجهىن: وذلك أنا إن بينا بيانا كليا أن كل لذة خير، أو أن لذة ما خير، صار الموضوع مبينا. وكذلك إن احتيج إلى المناظرة على أن لذة ما ليست بخير، فإنا إن بينا أن ولا لذة واحدة خير، أو أن لذة واحدة ليست خيرا، كنا قد أقررنا بالأمرين جميعا على الكلى والجزئى أن لذة ما ليست خيرا. — وإذا لخص الوضع على أنه على وجهىن أمكن الإبطال — مثال ذلك إن وضع أن خيرا يوجد للذة ما، وللذة ما ليس يوجد، وذلك أنه إن تبين أن كل لذة خير أو أنه ولا لذة واحدة خير، صار الموضوع مرتفعا. — فإن وضع أن لذة واحدة فقط موجودة خيرا، أمكن أن ترفع الموضوع على ثلاثة أوجه. لأنا إذا بينا أن كل لذة خير، أو أنه ولا لذة واحدة خير، أو أنه أكثر من لذة واحدة خير، نكون قد رفعنا الموضوع. وذلك أن الوضع إذا لخص تلخيصا أكثر — مثل أن نقول: الحلم وحده من الفضائل علم — فقد يمكن أن يرفع الموضوع على أربعة أوجه: وذلك أنه إذا تبين أن كل فضيلة علم، أو أنه ولا فضيلة واحدة علم، أو أن فضيلة واحدة أخرى بمنزلة العدل علم، أو أنه ولا الحلم نفسه علم، ارتفع الموضوع.
مخ ۵۵۰