وينظر أيضا إن كان وصف الحد فى كل واحد منهما بحسب شيئين: مثال ذلك أن يكون وصف الحسن بأنه اللذيذ عند البصر أو اللذيذ عند السمع، ووصف الموجود بأنه القوى على أن ينفعل أو يفعل، فإنه يصير شىء واحد بعينه حسنا ولا حسنا معا، وكذلك موجودا ولا موجودا. وذلك أن اللذيذ عند السمع يصير هو والحس شيئا واحدا: فما هو غيرهما ليس هو لذيذا عند السمع، وما ليس هو حسنا شىء واحد، لأن الأشياء التى هى شىء واحد بعينه ما يقابلها أيضا شىء واحد بعينه، والحسن يقابله: لا حسن، واللذيذ فى السمع يقابله: لا لذيذ فى السمع. فمن البين أن قولنا: «لا لذيذ فى السمع»، وقولنا: «لا حسن» شىء واحد. فإن وجد شىء فى البصر حسنا وفى السمع لا، صار حسنا ولا حسنا. وكذلك تبين أن قولنا: «موجود»، و«لا موجود» شىء واحد.
وأيضا إذا وصفت الأجناس والفصول وسائر الأشياء الأخر التى فى الحدود فينبغى أن نجعل الأقاويل مكان الأسماء وننظر إن كانت تختلف.
[chapter 58: VI 8] 〈مواضع أخرى〉
مخ ۶۵۰