فتجد هكذا سياسة القوة مصدرها حيث تولدت، خاصة وأن تجمع الشعب الفرنسي لم يقتصر على تأييد الأغلبية البرلمانية الجديدة في سياستها بتونس، بل شمل ذلك التأييد السياسة الاقتصادية والداخلية التي تسير عليها حكومة بيني؛ فأحزاب اليمن تنشر اليوم بنود النصر قائلة أنتم ترون أن في استخدام القوة النجاح ، ولكنهم تغافلوا عن أن يقولوا أيضا إن تلك القوة استعملت في 1934 و1938 و1943 و1946، ولم تفلح إلا في اشتداد معارضة التونسيين للوصاية الفرنسية، وهي وحدها التي مكنت الدستور الجديد من أن يصبح العنصر الممثل لأكثرية سكان تونس.
فقد أعيدت غلطات الماضي بواسطة أشد الألفاظ السيارة فسادا، ولم تقم أي وزن للواقع، ولا لإمكانيات التسوية التي ظهرت سنتي 50 و51. وقد قدم حزب «الحركة الجمهورية الشعبية» مساعدة فعالة - كانت حاسمة - للحلول التي كان يسعى إليها «ذلك التجمع الفرنسي» في تونس وأعوانه في فرنسا من حزب تجمع الشعب الفرنسي، وحزب تجمع اليسار الجمهوري والمستقلين.
ولعبت الحكومة دور «بونس بيلات» فنقضت يديها من المشكل، فكان جواب مجلس الوزراء المنقسم على نفسه ل «م. دي هوتكلوك» الذي كان يطلب تعليمات دقيقة مضبوطة ليحصل على إبعاد السيد شنيق أن «افعل ما تراعه لكي تبرز الإصلاحات»، فاستخدم المقيم تلك التعليمات كأنها تفويض مطلق. ورغم دهشة عدد من وزرائنا إثر العدوان على شنيق، فإنهم يتحملون مسئولية جراح قد يطول برؤها ويتعذر اندمالها، وهي تنقص من تأثير الإصلاحات المنتظرة ولو كانت جريئة، وذلك ما نشك فيه حسب ما لدينا من معلومات عنها.
وكان لوفل
Louvel
ودي شيفيني
De Chevigné (الذي تخرج في مدرسة مدغشقر) يؤيدان في مجلس الوزراء سياسة القوة والاضطهاد باسم حزب الحركة الديمقراطية الشعبية، وتكلف بيدو بالاستحواذ على كتلة النواب من ذلك الحزب، فتكلم فيهم بصوت حاد قضى على كل معارضة في مهدها، ودافع عن الجنرال جارباي معلنا تضامنه معه.
وأيد موريس شومان المعروف بتأثره السريع وانقياده السهل وجهة نظر موظفي الكي دورسي والتجمع الفرنسي، وأنقذ فونلبت إسبيرابير
Fonlupt Espéraber
وأندري دونيس
ناپیژندل شوی مخ