44

35 °

شمالا، وخط طول 2

10 °

شرقا، وقد بلغ عدد سكانها عام 1910م اثنين وعشرين ألفا، منهم ثمانمائة من الأجانب بينهم ثلاثمائة من الفرنسيين.

مدينة القيروان.

وترتفع القيروان مائتين وخمسين قدما فوق سطح البحر، وهي في قلب سهل عظيم يخترقه نهر زرود، ونهر مرجولل الذي يغيض في السبخات الملحة، ويفيض هذان النهران فجأة فتستحيل الأرباض إلى بحيرة تضرب مياهها أسوار المدينة، وتكثر غلة الأرض إذا غزر المطر، ويقول البكري: إن الأرض في الجانب الغربي المعروف بفحص الدرارة تنبت في بعض الأحيان مائة ضعف ما يبذر فيها، ولكنها تبدو بالصحراء أشبه؛ لأن تربتها مغطاة بطبقة ملحية، ولا ينبت بها شجر أو عشب، وتتفاوت درجة الحرارة في القيروان تفاوتا كبيرا، فهي في الشتاء 24,8 °

وفي الصيف

120,2 ° «فهرنهيت» ومطرها ليس بالغزير، فهو أربع عشرة بوصة في السنة، ومن ثم تقل فيها المسايل والعيون فيختزن السكان في الصهاريج ما يحتاجون إليه من ماء الشرب.

والقيروان في الواقع مدينتان، الأصلية منهما محاطة بسور محصن من الآجر، له شرفات وأبراج مدورة، وقصبة محيطها ثلاثة آلاف وثلاثمائة وخمسون ياردة، ويعقب ذلك ربض متسع يمتد ناحية الشمال والشمال الغربي، ويعرف بربض جلاص نسبة إلى قبيلة تسكن المنطقة المجاورة، وقد نشأ ناحية الجنوب في العهد الأخير حي أوروبي صغير، وفي داخل المدينة شبكة من الدروب الضيقة الملتوية، وفي المدينة نشاط تجاري صناعي، مع أنها فقدت كثيرا من مكانتها الاقتصادية، والصناعة فيها وطنية كصناعة البسط والأغطية الصوفية والنحاس والجلود من سروج وأحذية. واشتهرت القيروان فيما مضى بما شيد فيها من دور العبادة، وأهمها مسجد سيدي عقبة الكبير، وهو من أكبر المباني في إفريقية الشمالية، وقد بني مع المدينة نفسها، ومن المباني الأخرى مسجد سيدي صاحب، بني في القرن الأول للهجرة وجدد بناؤه ووسع في القرن السادس عشر للميلاد، ومسجد الأبواب الثلاثة الذي يعاصر المسجد السابق، ومدرسة سيدي عبيد الغرياني، التي أنشئت في القرن السادس عشر، وقد أخذوا مواد البناء لأقدم المساجد من سوسة وقرطاجنة؛ ولذلك كان فنها خليطا عجيبا من الفن البوزنطي والفن الشرقي، ويتضح أثر الفن الشرقي في زخارف القيشاني والخشب، وهي تماثل ما في العراق وبغداد، أما المباني الأحدث ففيها سقوف خشبية مقسمة، وزخارف عربية يظهر فيها أثر أندلسي مغربي، وفي مباني القرنين السابع عشر والثامن عشر أثر المهندسين والعمال الفرنجة وبخاصة الطليان منهم.

مسجد القيروان الجامع من الداخل.

ناپیژندل شوی مخ