240

تحفت المراء په وزيرو تاريخ کې

تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء

پوهندوی

عبد الستار أحمد فراج

خپرندوی

مكتبة الأعيان

ژانرونه

تاريخ
وهو وقيذ من علته ويشم الروائح الطيبة طلبًا للتماسك في قوته. فلما زاد ما يجده أشار عليه إسحاق بالإمساك لئلا يزيد احتداد طبعه، ودعا بماء ورد فرشه على وجهه وانقضى المجلس. واشتغل القاسم بنفسه وتوفي في يوم الأربعاء لست ليال خلون من ذي القعدة سنة إحدى وتسعين ومائتين بعد أن كاتب المكتفي بالله، وعرفه اشتداد مرضه ويأسه من برئه، وأشار عليه بالتعويل في مكانه على العباس بن الحسن كاتبه، ووصفه بما رغبه فيه به. وكانت فارس الداية على عناية بأمره، لأن القاسم استكتبه لها فأحسن خدمتها، فأشارت على المكتفي بالله وكان كثير القبول منها بالتعويل عليه، والتفويض إليه، ففعل. وخرج المكتفي بالله إلى سر من رأي، ومعه العباس ابن الحسن، وهو معتقد للقبض علي أبي الحسن بن الفرات هناك. فذكر أبو عبد الله زنجي أنه خرج متبعًا لأبي الحسن بن الفرات، فلقيه أبو القاسم ميمون ابن إبراهيم المادرائي منصرفًا عن وداعه، وسأله عن مقصده، فعرفه أنه لاحق بأبي الحسن ابن الفرات ليكون معه: فأشار عليه بالعود إلى منزله وأوحى إليه بإشفاقه من حادث يحدث عليه. قال: فقلت: لا يحسن التأخر عنه، وكفاية الله من دون ما يشفق منه وسار المكتفي بالله والعباس بن الحسن وأبو الحسن بن الفرات، وأنا في الصحبة، ووصلنا إلى الأحمدي وليس مع أبي الحسن من كتابه غيري وغير أبي منصور بن جبير. فلما كان في بعض الأيام حضرت عنده على رسمي، وقدم الطعام، ودعاني إليه فامتنعت وقلت: إنني صائم. وسألني عن سبب ذلك وألح، فعرفته أنني رأيت

1 / 250