تحفة الذاکرین بعضه الحصن الحصین له کلام سید المرسلین
تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين
خپرندوی
دار القلم-بيروت
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٩٨٤
د خپرونکي ځای
لبنان
جرت بِهِ عَادَته وَهَاهُنَا قد أَدخل أحد الْحَدِيثين بَين طرفِي الآخر كَمَا عرفت //
(وَإِن جَاءَ مَعَ الرّيح ظلمَة تعوذ بالمعوذتين (د) وَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك من خير هَذِه الرّيح وَخير مَا فِيهَا وَخير مَا أمرت بِهِ وَأَعُوذ بك من شَرّ هَذِه الرّيح وَشر مَا فِيهَا وَشر مَا أمرت بِهِ (ت» // الحَدِيث الثَّانِي أخرجه التِّرْمِذِيّ وَقد خلطه المُصَنّف من حديثين حَيْثُ قَالَ بعد الْفَصْل الأول وَقَالَ اللَّهُمَّ فَإِن ذَلِك يُفِيد أَن الحَدِيث وَاحِد وَلَيْسَ كَذَلِك فَالْأول أخرجه أَبُو دَاوُد من حَدِيث عقبَة بن عَامر قَالَ بَينا أَنا أَسِير مَعَ رَسُول الله ﷺ بَين الحجفة والأبواء إِذْ غشيتنا ريح وظلمة شَدِيدَة فَجعل رَسُول الله ﷺ يتَعَوَّذ ب ﴿أعوذ بِرَبّ الفلق﴾
و﴿أعوذ بِرَبّ النَّاس﴾ وَيَقُول يَا عقبَة تعوذ بهَا فَمَا متعوذ بِمِثْلِهَا وَقَالَ سمعته يؤمنا بهما فِي الصَّلَاة
والْحَدِيث الثَّانِي أخرجه التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حسن صَحِيح من حَدِيث أبي بن كَعْب ﵁ قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ لَا تسبوا الرّيح فَإِذا رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ فَقولُوا اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلك الخ وَأخرجه أَيْضا النَّسَائِيّ قَالَ التِّرْمِذِيّ صَحِيح وَفِي الْبَاب عَن عَائِشَة ﵂ وَأبي هُرَيْرَة وَعُثْمَان بن أبي الْعَاصِ وَأنس بن مَالك وَابْن عَبَّاس وَجَابِر وَأخرج أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَالْحَاكِم وَابْن حبَان وَصَححهُ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة ﵁ قَالَ سَمِعت رَسُول الله ﷺ يَقُول الرّيح من روح الله تَأتي بِالرَّحْمَةِ وَتَأْتِي بِالْعَذَابِ فَإِذا رأيتموها فَلَا تسبوها واسئلوا الله خَيرهَا واستعيذوا بِاللَّه من شَرها وَبِهَذَا يعرف أَن الرّيح قد تَأتي بِالْخَيرِ وَقد تَأتي بِالشَّرِّ فَلَعَلَّ وَجه قَوْله ﷺ فِي الحَدِيث الْمُتَقَدّم اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رياحا وَلَا تجعلها ريحًا أَن الرِّيَاح لَا تَأتي إِلَّا بِالْخَيرِ وَالرِّيح تَأتي تَارَة بِهَذَا وَتارَة بِهَذَا فَسَأَلَ الله أَن يَجْعَلهَا رياحا لِأَنَّهَا خير مَحْض وَلَا يَجْعَلهَا ريحًا تحْتَمل الْخَيْر وَالشَّر //
1 / 266