[رسالة إلى الحكام والولاة في تحريم الأجرة]
وهذه الرسالة له -عليه السلام- إلى جميع الحكام، والولاة في الجهات المحمية، يحذرهم وينصحهم ويلزمهم التنزه عن مواقع التهم من أخذ الأجرة التي بلغه عن بعضهم أنه يشترطها لنفسه إن احتاج إلى سيره مسافة، أو لأعوانه في أمر يريد تنفيذه، ويقول ذلك من فرض العامل الذي عليه تنفيذ أحكام الشرع.
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمدلله وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد: حمدا لله على نعمائه، وشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ودعائه بأسمائه، وأن محمدا عبده ورسوله وخاتم أنبيائه، وسيد أصفيائه، والصلاة والسلام عليه وعلى أهل بيته وأمنائه، فإن أحق من توقى مواقع التهم في الإسلام، من ترد إليه الأحكام، وترجع إليه من القضاة والحكام، لأنهم يبلغون عن الله عز وجل ورسوله، فشأنهم أن يتنزهوا عما نزه الله عنه رسوله ورسله- صلوات الله عليهم- من أن يظن بهم طلب الأجر المعجل، وإيثار هذا التافه من الدنيا الذي ليس عليه معول، وفي ذلك ما حكى الله عن نبيه محمد فيما علمه من قوله: {قل لا أسألكم عليه أجرا إن هو إلا ذكرى للعالمين } . وقال عز وجل:{قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجري إلا على الله} .
مخ ۱۴۹