ولما كنت أيها الوالد -حماك الله وعافاك- من أهل التقوى[وممن تحب الآخرة لا الأولى] وحملة العلم، رأينا أن نجعل هذا الكلام في كتابك لتبلغه إلى كافة من عندك من أهل البيت الشريف، ولتكون معينا بما تعلمه من الكتاب والسنة، فإنا وإن كنا نرى جواز التأليف منها للهاشمي، فإن تبليغ ما أنزل الله على لسان رسوله من أعظم الفروض وآكدها، فأردنا الخروج عن العهدة وإبلاغ الحجة وإظهار ما نهى الله [عز وجل] عن كتمانه في نحو قوله:{إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون، إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم} وفي قوله: {إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار} .
مخ ۱۴۷