ومن ذلك أن بعض النساء لبعض أهل خدمته أدعت عليه نقصا في معتادها، وكلمته بالتعدي في القول، وهو إذ ذاك في قصر صنعاء بعد صلاة الفجر مشغول بأوراده ، فقال لبعض أهل بيته: شغلتنا هذه شغلها الله بنفسها، فاصرفوها عني أو كما قال، فما أمست تلك الليلة وقد خرجت عليها عقرب لسعها في مواضع من بدنها وهي تصيح (أنا جار الله وجار الإمام)، وتقول استحلوا لي منه فشفيت بعد ثلاثين يوما أو نحوها.
ومن ذلك ما اشتهر في أيام الجراد المذكورة في هذا المختصر، إنه كان من نذر من الزراع على الإمام -عليه السلام- دفع الله تعالى عنه الضراء أو بعضها وكثرت لذلك النذور، وأن رجلا من عتمة يسمى صالح بن عمر بن عامر من بلاد الثلاثاء نذر على الإمام -عليه السلام- بزبدي من الطعام فأخذت الجراد الزرع الذي تحت ماله والذي فوقه وحفظ الله زرعه، وصار علما بين ذلك وغير ذلك مما يطول.
ومن ذلك أن رجلا آخر من أهل المغرب الصغير يسمى يوسف بن محمد الربيعي لما رأى الجراد وصلت نذر على الإمام بشيء من ثمرته وعاد إلى بيته ومنع أن يحمي زرعه، فأخذ الجراد ما فوقه وتحته وبقى ماله سالما دون غيره.
مخ ۱۳۶