ومن ذلك ما كان في شهر رمضان في ليلة العيد[10/ب] فإنه كان في ليلة العيد قد أهب -عليه السلام- أشياء كثيرة لجمع الناس في السمرة كما جرت العادة، وأتم كل واحد افطاره عند العتمة، ولم يكن ثم مطر، فلم يشعر الناس إلا بمطر، فقال بعض القائلين: أظن والله اعلم أن الإمام سأل الله أن يمد بهذا المطر ليكون عذرا عن السمر إلى الناس يقبل على الطاعة، فلما أصبح العيد حكى الإمام -حفظه الله- ذلك عن نفسه، وإنه قال: لما أتممت الإفطار دار في خلدي أن هذه ليلة متاجرة لله وأورد الصلاة، فأنا أسال الله أن يمن بمطر يكون عذرا، فما كان إلا هنيئة وقد جاد[ت] السحاب بما فيها.
ومن ذلك ما تيقنته من جماعة حضروا عنده بوادي الفروات من أعمال سنحان وسمعته منه -عليه السلام- أيضا اتفق خبرهم أنه -عليه السلام- بات في دار عمرو وعند طلوعه صنعاء، وكان منفردا عن الأجناد طلبا للرفق بالرعية، وفرقهم في جهات تقوم بهم، فلما بعد هوني من الليل خرج إلى الصحراء ومعه أربعة أنفار من خدمه الثقات، منهم الحاج محمد الجرباني وغيره، وكان معهم شمعة، فقال الإمام -عليه السلام-: أطفؤها لئلا يكون علما في الصحراء فأطفأؤها، وبعد في المذهب حتى قضى ما أراد، ورجع إلى جماعته، وقال: ليت لنا ماء نستنجي به. قالوا: نحن لا نعرف هذه الجهة، فبينما هم كذلك إذ أقبل رجل بماء، قضى من ذلك ما أراد من الإستنجاء، ثم عادوا فلما أخذوا في الطريق آتين أنارت الشمعة، وعادت كما كانت مضيئة والحمد لله رب العالمين.
مخ ۱۳۴