229

تحفة الاسماع او الابصار

تحفة الأسماع والأبصار

ژانرونه

وإنما فضله مخبرا به عن الله عز وجل عن عامة الصلاة والصيام التي هي من أعظم أركان الإسلام بما أخذ الله على المكلفين من اجتماع قلوبهم وأيديهم على الحق على كل حال وفي كل زمان أو ألحقها بالمعارف الإلهية، كما ألحق ولاية أهل البيت في قوله : ((إن الله فرض فرائض أوجبها في حال وحفظها في كل حال وولايتنا أهل البيت، فإن الله لم يحفظها في حال من الأحوال)) يعني في الخوف والأمن والشدة والرخاء والسعة والضيق، والصحة والسقم، بخلاف الصلاة والصيام، فإنهما وإن كانا من أركان الإسلام، فقد تخفف في بعض الأحوال لتخفيف الله عز وجل عن المسافرين عزيمة الصوم والإجتزاء بالقضاء، وعن المريض ونحوه عزيمة القيام في الصلاة والإجتزاء بالقعود لها، والإضطجاع والإيماء وهذا في الحقيقة هو أعظم أبواب الجهاد، بل هو ثمرة الجهاد وغايته كما أشار إليه قوله عز وجل:{وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} فإذا حصل ذلك بمثل ما علم[75/أ] الله نبيه في قوله{ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين، ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم، وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم} فتلك النعمة العظيمة، والمنة الجسيمة، ولا سيما حق آل رسول الله لا سيما في حق من خص منهم بحماية بيت الله الحرام ومشاعره العظام، وكان على يديه وسعيه وعلو همته أمن وفد الله، وزوار بيته وحفظ حرمة الله، وتعظيم حرماته وشعايره، ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه، ذلك ومن يعظم شعاير الله فإنه من تقوى القلوب، ومن تعظيم حرمات الله وشعايره اجتماع الأيدي في حمايتها، واتلاف القلوب على رعايتها، وقد قال أمير المؤمنين-صلوات الله عليه- في وصيته السابق ذكرها: والله الله في بيت ربكم، لا تخلوه ما بقيتم، فإنه إن ترك لم يناظروا فليكن حفظكم الله حماكم على كل ما يجمع الكلمة، ويمنع الفرقة، ويرد الألفة، ويحرس الشرف، وإن شق فإن التكاليف كلها شاقة، ولذلك سميت تكاليف في ما نرجوه لنا ولكم جميعا تصديق دعوى الله بالإظهار في الدنيا، والثواب العظيم في الآخرى، ما نعظم به رعيتنا ورعيتكم في الصبر وكظم الغيظ، وصلة الرحم، وحفظ الجماعة جمع الله شملنا وشملكم، وسر بما يرفعه لنا ولكم من العمل الصالح أهلنا من النبيين والصديقين وأهلكم، فقد جاء عن النبي أنه قال: ((الوالي العادل المتواضع في ظله وذمته فمن نصحه في نفسه وفي عباد الله حشره الله في وفده يوم لا ظل إلا ظله، ومن غشه في نفسه وفي عباد الله خذله الله يوم القيامة)).

مخ ۳۴۵