221

تحفة الاسماع او الابصار

تحفة الأسماع والأبصار

ژانرونه

ولما طلعوا عليه قسم الأشراف من خاصته مثل الشريف الكامل أحمد بن الحارث ذات اليمين وذات الشمال، فكانوا كالجناحين وبقي هو في المضرب المتوسط ظاهرا لم يركب، وجعل في القلب حماة أصحابه، وحصل الطراد ثم الرمي بالبنادق وقتل من الأشراف الذين كانوا مع عبدالعزيز فارسان من عمدة أعوانه وأنفار من العسكر، وقد أمر الشريف زيد أصحابه أن لا يعترضوا للأتراك بشر مهما وجدوا إلى سلامتهم سبيلا خوفا من العواقب.

وكان لمولانا محمد بن الحسين بن أمير المؤمنين رسول إلى الشريف زيد بن محسن لبعض الأغراض، فوافى هذا الحرب، واستعار من الشريف أو من بعض أصحابه بندقا ورمى بها فأصاب أحد الأشراف المقتولين من أصحاب الشريف عبدالعزيز وغيره، وكان هذا الرسول من أهل الحيمة، ثم أصيبت الجمال التي تحمل الماء للشريف عبدالعزيز وللأمير المذكور وعقرت، (ثم آنيتها تقطعت) فانكفى ماؤهم فأجهدهم العطش والسموم، وانقطعوا من ورائهم، فانجزل الشريف عبدالعزيز إلى الأشراف الذين في الميمنة واستجار بهم، ثم فعل من بقي من أصحابه كذلك، وبقى صاحب جدة وأصحابه وكانوا زهاء من خمسمائة، فراسله الشريف زيد بن محسن، وأطلق له دخوله مكة إن شاء الله أو العود إلى جدة، فعاد في حكم المؤمن إلى جدة، وكتب الشريف زيد بذلك الواقع إلى صاحب مصر وإلى ملك الروم، وكتب الأمير المذكور كذلك، وكان الجواب راجعا بعزل ذلك الأمير، وابدال ولاية البندر بغيره رعاية للشريف زيد، ولتسكين فتن اليمن التي قد عرفوا مواقعها فيهم، وكتب صاحب مصر إلى الإمام -عليه السلام- بإرسال ذلك الأمير إلى جدة وفيه خضوع وخنوع من معنى لفظه: وصدر الأمير فلان إن وافقكم وإلا أبدلناه أو كما قال.

مخ ۳۳۴