213

تحفة الاسماع او الابصار

تحفة الأسماع والأبصار

ژانرونه

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد: حمدا لله الذي جعل دينه دين الإسلام دينا قيما لاعوج فيه ولا أمت، وأظهر من آياته عليه ودلالته لمن اهتدى إليه ما لاغمة (فيه) ولا فرقة ولا شت ، وشهادة أن لا لا إله إلا الله وحده لا شريك له دلت عليه[69/ب] صنعته البديعة، ورحمته الوسيعة، وأن محمدا عبده ورسوله أيده بالمعجز الصادق، وأرسله رحمة لجميع الخلايق، وسؤاله أن يصلي ويسلم عليه وعلى أهل بيته الذين أوضح بهم الدليل، وكشف بهم سدفة كل منهج وسبيل، وحكم على ما خالفهم بالهلكة، كما أغرق من لم يركب مع نوح في سفينته، فهم أمناء الله على التحريم والتحليل لما استبان الحق بالبصيرة، واستبان الصدق بالخروج من ظلمات التعمية إلى ربوة الهدي المنيرة، المثمرة العذبة النميرة، بالبراءة من كل اعتقاد أو قول أو عمل تخالف فيه العلانية السريرة، ودان الله عز وجل بما أنزله من بينات الكتاب المبين، وعلمه على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم من واضحات الدين، وصادعات اليقين، وحفظه بأهل بيت نبيه الذين قرنهم بالكتاب حفظا عاصما لمن شك به عما يلبس على المهتدين، وهو المنهج الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووصيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وأهل بيتهما وذريتهما الذين أتموا من بعدهم لمن فتح الله باب الجهاد، وكافح بعزيمته وجوه الغي والبغي والفساد، ونشر ذكره وفخره على قصر المدة في الأغوار والأنجاد، الإمام الشهيد الولي بن الولي بن الولي زيد بن علي بن الحسين بن علي -سلام الله على روحه الطاهرة، وأرواح آبائه وبركات الله جميعا في غدو كل يوم ومساءه - وأعطانا على ذلك عهد الله وميثاقه، إن العهد كان مسؤلا، وأعلن عنه عمن وراءه من قبائله بالتوبة عن الإقتداء بغير أهل الحق تجميلا وتفصيلا، كان من الحق الواجب أن يعانوا على ذلك برفع الذكر وإعلان الأمر، وما تقر به العين ويشرح الصدر، من القواعد الشريفة، والشواهد العالية المنيفة، النبوية العلوية الفاطمية الحسنية الهادوية الناصرية المنصورية المؤيدية المتوكلية -أعز الله بها دين الإسلام- وأنفذ بها كلمة الحق التي أظهرها بفضله في الشرق والغرب واليمن والشام، تشهد له ولقبائله الذين اتبعوه على ذلك، ولجأوا إلى سفينة النجاة من المهالك، من اليعابر ومن إليه من أهل سبع هوزن، بالإجلال والإكرام، والرعاية والإحترام ، والعناية الوافرة الأقسام، والدخول في جملتنا، والإنضمام إلى جماعتنا وشيعتنا، الذين لهم ما لنا وعليهم ما علينا، لا يخالفون إن شاء الله لله ولا لرسوله ولا لنا أمرا ولا نهيا، ولا يضمرون في دين الله الذي بينه وأظهره وأوضحه خيانة ولا كتما [70/أ] ولا غيا، ولا يدينون إليه إلا بما دان به نفسه، وعظم به قدسه، ونطق به كتابه، وظهر به خطابه، ولا سبيل عليهم لأحد من الدعاة في شيء من الأعمال وجميع الأحوال، وأمرهم إلينا بواسطة عاملنا ووالينا في واجباتهم وتصرفاتهم وجميع متعلقاتهم[والذي وضعناه] لأولاد الأمير إبراهيم بن حسن من الحصة في تلك الجهة يصيره إليهم العامل من يده بعد قبضته من غير سبيل لهم على أولئك القبائل وللشيخ المذكور ما وضعناه لوالده ثم له لا ينقص إن شاء الله عنه ولا يحط على حسب التفصيل الذي وضعناه والتمسك الذي حررناه، وعليه يستقيم إن شاء الله على مقتضى ما ذكرناه، ويوافق ظاهره فيه وباطنه على ما بيناه وقررناه، ونحن نسأل الله لنا وله ولقبائله ولجميع المسلمين الهداية إلى سبيل الحق الواضح، والدين الرابح، والنية الخالصة، والقول الصادق، والعمل الصالح، وأن يصلي ويسلم على محمد وآل محمد، ويجعلنا بهديه مهتدين، وبنوره مقتدين، ولا مبلسين ولا معتدين، كمن قال عز وجل فيهم{والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عبادي، الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب} وحسبنا الله ونعم الوكيل، ونعم المولى ونعم النصير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على محمد وآل محمد وسلم.

حرر بتاريخ الثالث عشر من ذي القعدة الحرام عام ثمان وستين وألف[13 اغسطس 1657م].

مخ ۳۲۶