تحفة الاسماع او الابصار
تحفة الأسماع والأبصار
ژانرونه
فصل: ولنرجع إلى إلى أخبار صعدة والسيد إبراهيم قد ذكرنا اضطراب الشام واهمالهم حق الله سبحانه وتعالى وحق الإمام -عليه السلام- وأن مولانا أحمد عاملهم بالإحسان فظنوه ضعفا، ووالى الإمام -عليه السلام- إليهم البر فلم يظنوه عطفا، وربما ووسايط السوء من الماكرين قطعوا بأن ما كان سببه مقدورا بين قادرين فقووا ذلك الظن السيء فكثرت المفاسد والحروب بين القبايل، واهمال الحقوق، وظهور المنكرات، فأمر الإمام -عليه السلام- مولانا أحمد بن الحسن -أيده الله- بالتجهز إلى بلاد صعدة، ورسم له أعمالا يمضيها، وحدودا يقتفيها ، وخرج من محروس الدامغ [......] وأمر إلى مولانا العزي -أطال الله بقاه- أن يمده بالعسكر والعيون والخيل، فأرسل إليه جماعة من الأمراء، كالأمير الكبير عبدالله بن يوسف المنصوري ، والأمير عبدالله بن صلاح الحمزي العفاري، وغيرهم من الأعيان، وأرسل الإمام -عليه السلام- أيضا محطة أخرى من عنده مع أمرائه فكانوا فوق أربعة آلاف وجهزهم بما يحتاجون إليه وخرج من صنعاء يوم [....] وبات في بلاد همدان، ثم منها إلى عمران وبقي فيه......] . ثم إلى ريدة البون، ثم إلى خمر ثم منه إلى غربان ثم إلى بطنة حجور ثم إلى قرن الوعر، وقد أرسل إليه مولانا الحسين بن أمير المؤمنين -أيده الله- الضيافة والعليق وبقى في قرن الوعر ليلتين، وقد كتب إلى والده الصفي -أطال الله بقاه- إلى صعدة يخبره تقدمه ثم من قرن الوعر مراحل إلى حيدان من بلاد خولان، وتلقاه السيد الفاضل المجاهد شمس الدين أحمد بن الهادي بن هارون، وهو العامل عليها بوجوه خولان، وقد خاف المحدثون فلاذوا به، ولما استقر في حيدان أمر بتسليم ما أهملوه من الواجبات، وانصف المظلومين من جميع الجهات، وأخذ رهاين من بعضهم بالطاعة، وصلح الحال وأقام في حيدان أكثر من عشرين يوما. ثم تقدم إلى وشحة من أعمال شعب خولان، وأقام فيها أياما كذلك ينظم الأعمال، ويقمع الضلال، ويوطي البلاد، ثم تقدم إلى بوصان من أعمال بني جماعة وجانب بلاد بني خولي وأقام أياما، ودخل يسنم ورغافة وتلك الجهات، وأرسل إلى بلاد رازح عسكرا وصلح الحال، واتفق في أيام اقامته في بوصان أن قوما اغتالوا نفرا فأراد أن يعاقبهم لما أحدثوه بغزوهم لامتناعهم فتحصنوا في مواضع حصينة، وأرسل عليهم عسكرا قتلوا منهم أنفارا، وهدموا دورهم وقطعوا أعنابهم، وقتلوا أيضا من العسكر أنفارا، ثم قبض رهاينهم، واعتقل منهم وأرسلهم إلى محروس صعدة وعاد إليها.
وأخبرني الفقيه الأفضل علي بن محمد بن عشوان العماري، أن رجلا في هذه الوقعة هم باغتيال مولانا أحمد بأن يرميه بالبندق وأهلكه الله في ذلك اليوم، نهشته أفعى. قال: والقضية مشهورة في تلك البلاد. انتهى.
مخ ۳۰۰