تحفة الاسماع او الابصار
تحفة الأسماع والأبصار
ژانرونه
[53/ب] ودارت المكاتبة على أن السيد المذكور يلقى الإمام إلى صنعاء، وتقدم الإمام -عليه السلام- في أواخر شهر رجب عام خمسة وخمسين وألف [أغسطس 1645م] إلى معبر وأقام فيه ليال، ثم سار مغذا إلى صنعاء المحروسة بالله، وأخبرني بعض الخدم لمولانا الإمام -عليه السلام- وهو من الترك الذين لا يعرفون هذه المقاصد الشرعية ولا السبب الداعي إلى هذه الحركة المتوكلية، إنه نام تلك الليلة في معبر إلى جانب شفير البير المعروف ببير الهداء في معبر، فأيقظه صوت يتكلم من البير المذكورة: قم فالحق بالإمام، ولا تجده [إلا] في صنعاء، فاستيقظ ووجد الناس يتلاحقون، فلم يدركه إلا في صنعاء، وفي لفظ الهاتف المذكور باسم الإمام وتسميته (الإمامة) والخبر بقصده صنعاء (ولا يعرف) التركي أن المقصد فوايد لا تحصى، وإيماء إلى حقيقة هذه المشكاة لا تطفى. انتهى.
وكان قد عظم الفساد في بلاد صعدة فأرسل الإمام[54/أ] مولانا محمد بن الحسين بن أمير المؤمنين المنصور بالله -عليه السلام- في نحو ألف من العسكر وعدة من الخيل، وأمره أن يشد عضد عمه الصفي -أيده الله- وأن يستعجل السيد إبراهيم للقاء المضروب، وبضبط البلاد من الفساد الذي بين القبايل.
ولما وصل إلى صعدة انقبض السيد إبراهيم في فللة وانحاز إلى البلاد التي كانت موالية، فراسله مولانا محمد بن الحسين وبعث إليه بكتب الإمام -عليه السلام- وأخبره أن الإمام -عليه السلام- أمره لأحد أمرين:
مخ ۲۷۴