[مولده]
واما مولده الشريف فإنه ولد في منتصف شعبان من عام تسع عشرة وألف في محروس شهارة -حرسها الله بالتقوى-.
وروي أن والده الإمام -عليه السلام- لما وصلته البشرى بمولده الشريف سر كثيرا، وتناول المصحف الشريف وفتحه متبركا به وليسأل الله سبحانه التوفيق إلى اسمه، فكان أول ما فتحه من المصحف الكريم[5/أ] قول الله عز وجل {الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء} فسماه بذلك واستبشر به كثيرا، ثم ولد بعده شقيقه الفاضل إسحاق بن أمير المؤمنين -عادت بركاتهما-، وهو المقبور في صرح مشهد أبيه، مات صغيرا وله من العمر[...] ، وكان الإمام -عليه السلام- كثيرا ما يحمله [في صغره يعني مولانا -عليه السلام- ولقد رأيت حي والده-صلوات الله عليه- يأمر بحمله] بين يديه وهو يجهز السرايا والبعوث مع غيره من أبنائه، غير أنه كان أخصهم وأصغرهم سنا، فكان يضعه في حجره إذا دعا مع إرساله السرايا والغارات ويأمرهم بالتأمين على دعائه، ولذلك تراه يحفظ كثيرا من أفعال والده -عليه السلام- وأقواله وهو في تلك السن، وإنما ذلك لفرط ذكائه.
مخ ۱۰۹