25

تحفة اللبيب في شرح التقريب

تحفة اللبيب في شرح التقريب

پوهندوی

صبري بن سلامة شاهين

خپرندوی

دار أطلس للنشر والتوزيع

ژانرونه

فقه شافعي

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وبه نستعين

الحمد لله الذي بعث الأنبياء لدعوة الخلق إلى دار السلام، وأيدهم بالمعجزات الظاهرات والآيات الباهرات حجة الأنام، وأنزل عليهم كتباً سماوية، فصَّل فيها بين الحلال والحرام، وخصَّ نبينا محمداً عليه أفضل الصلاة والسلام بقوله تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ﴾(١) فكمل بذلك الإنعام صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه السادة الكرام ما طلعت شمس فأنارت أو أفلت فأعقبها طلوع الظلام.

أما بعد :

فإني مشير على من لا تساعده الأيام على الترقي في الفقه على رتبة الإمام، أنه لا يترك الكل [فيحض حضيض](٢) العوام، وأن يقنع بكتاب مختصر يشتمل على أصول الأحكام. وقد صنفوا(٣) العلماء رضي الله تعالى عنهم مطولات ومختصرات على مراتب الأفهام، فأقل المختصرات حجمًا وأكثرها جمعاً للمعاني كتاب التقريب(٤) الذي صنفه الفقيه أبو الطيب الأصفهاني وها أنا أشرحه بحمد الله تعالى شرحاً

(١) سورة ص، آية: ٢٩.

(٢) رسمت في الأصل هكذا: ((فيحظ حظيظ)) ومعناه فيسفل وينزل إلى رتبة العوام الطغام الهمج الرعاع.

(٣) كذا بالأصل، وهو جائز في لغة بلحارث، وهم القائلون: أكلوني البراغيث.

(٤) وهو متن أبي شجاع المسمى: ((الغاية والتقريب))، أو (الغاية في الاختصار)).

29