56

Tuhfat al-Khullān fī Aḥkām al-Adhān

تحفة الخلان في أحكام الأذان

پوهندوی

محمود محمد صقر الكبش

خپرندوی

مكتب الشؤون الفنية

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

۱۴۳۱ ه.ق

فيكونُ الَّذِي يهرُبُ مِنَ النِّداءِ ليسَ إبليسَ ولا كلَّ شيطانٍ، بل خَنْزَبٌ فَقَط؛ لأنَّهُ هو الَّذِي يرجِعُ يوسوسُ، إلاَّ أن يُقالُ: إذا رَفَعَ المؤذِّنُ صوتَهُ بالأذانِ هَرَبَ منهُ كلُّ شيطانٍ؛ خَنزَبٍ وغيرُهُ، فإذا فرَغَ مِن النِّداءِ، رجَعَ كلُّ شيطانٍ لما طُبع عليه مِنَ الإيذاءِ، فيرجِعُ خَنزبُ سريعاً للصَّلاةِ؛ يوسوسُ فيها، فإنَّ كلَّ عبادةٍ لها شيطانٌ موَكَّلٌ بفسادِها حسَداً مِن عندِ أنفسِهِم.

وقد أوضحْنا ذلكَ في نتيجةُ الزَّمانِ، معَ ذكرِ أدويةِ ذلكَ بما وفَّى المرادَ.

- التَّنبيهُ الثَّاني :

ظاهرُ قولِهِ: حثَى لا يَسمَعَ التَّأذينَ أنَّهُ يتعمَّدُ إخراجَ ذلكَ؛ إمَّا ليشتغِلَ بسماع الصَّوتِ الَّذِي يخرجُهُ عن سماع صوتٍ المؤذِّنِ، أو أنَّهُ يصنَعُ ذلكَ استخفافاً، كما يفعلُهُ السُّفهاءُ.

ويُحتملُ أن لا يَتَعَمَّدَ ذلكَ، بل يَحصُلُ لَهُ عندَ سماع الأذانِ شِدَّةُ خوفٍ؛ يحدُثُ لَهُ ذلكَ الصَّوتُ بسبِها.

ويُحتمَلُ أن يَتَعَمَّدَ؛ ليقابِلَ ما يناسبُ الصَّلاةَ مِن الطَّهارةِ بالحدَثِ.

واستُدِلَّ بِهِ أيضاً على استحبابِ رفع الصَّوتِ بالأذانِ؛ لأنَّ قولَهُ: حَتَّى لا يسمعَ فيها صوتَ المؤذِّنِ، ظاهرٌ في أنَّهُ يَتَعَمَّدُ

56