129

Tuhfat al-Khullān fī Aḥkām al-Adhān

تحفة الخلان في أحكام الأذان

ایډیټر

محمود محمد صقر الكبش

خپرندوی

مكتب الشؤون الفنية

شمېره چاپونه

الثانية

د چاپ کال

۱۴۳۱ ه.ق

ومنها: أنَّهُ يُسنُّ إذا تغوَّلتِ الغِيلانُ (١)، أي: تمرَّدتِ الجانُّ؛ لأَنَّ الأذانَ يكفي شرَّهم، فيُسنُّ لِمَنْ خافَ من شرِّ الجنِّ في ليلِ أو نهارٍ، في بيتٍ أو طريقٍ براً وبحراً أنْ يؤذِّنَ، بل كلُّ مَنْ تخايلَ بشيءٍ أعادَ الأذانَ حتَّى يزولَ ما بِهِ مِن الخوفِ، فإنَّ الشَّيَاطِينَ إذا سمعُوا الأذانَ أدبرتْ، ولا تستطيعُ الوقوفَ عندَ سماعِهِ كما تَقَدَّمَ.

قال سهيلُ بنُ صالحٍ: ((أرسلَنِي أبي إلى بني حارثةَ ومعي غلامٌ لنا، فناداهُ منادٍ من حائطٍ لناسٍ، وأشرفَ الذي معي في الحائطِ فلم يرَ شيئاً، فذكرتُ ذلك لأبي، فقالَ لو شعرتُ أنك تلقى ذلكَ لم أرسلْكَ، ولكنْ إذا سمعتَ صوتاً فنادٍ بالصَّلاةِ فإنّي سمعتُ أبا هريرةَ يحدِّثُ عن رسولِ اللهِ ﷺ أنَّهُ قالَ: ((إِنَّ الشَّيطانَ إذا نُودِيَ بالصَّلاةِ ولَّى ولَهُ حصاص))(٢).

قال مالكٌ: ((استُعْمِلَ زيدُ بنُ أسلمَ على بني سُليمٍ، وكان يُصابُ فيهم النَّاسُ من قبلُ بالجنِّ فشكَوا إليهِ ذلكَ، فأمرَهم بالأذانِ فارتفعَ ذلكَ عنهُم)) .

قالَ وكيعٌ رحمه الله: ((ذُكر الغيلانُ عندَ ابنِ عمرَ رضي الله عنهما فقالَ: ((ليسَ مِنْ خلْقِ اللهِ شيءٌ يتحوَّلُ عن خلقِهِ الذي خُلِقَ علیهِ،

(١) انظر: إعانة الطالبين (١/ ص٢٣٠)، فتحَ المعين (١ /٢٣٠).

(٢) أخرجَهُ مسلمٌ (١ / ٢٩١) برقم (٢٨٩).

129